السعودية وإسرائيل والتفجير - مقدمة نشرة اخبار توب نيوز - 19-11-2013- ناصر قنديل

التفجير الإجرامي الذي حصد أرواح الأبرياء في بيروت اليوم يفتتح مرحلة جديدة في المواجهة التي تدور بوجه المقاومة عنوانها الإستهداف الدموي للمؤسسات المدنية الداعمة لخيار المقاومة وفي طليعتها سفارات الدول المساندة و القطاعات الشعبية المؤيدة بعدما إستهدفت هذه القطاعات في تفجيري بئر العبد والرويس لوظيفة أخرى هي الفتنة وقد برزت وتكشفت أبعادها في تفجيري طرابلس .

وظيفة التفجير اليوم مختلفة وهي الإنهاك والإستنزاف وتأكيد هوية وطبيعة الإستهداف بالبيان الصادر عن تنظيم القاعدة الذي يتبنى العملية وظهور الإنتحاريين المنفذين للعملية و مجرد وجود إنتحاريين يعني أن القاعدة ولا أحد غيرها وراء التفجير .

الربط بما يجري في سوريا لجهة إعتبار العلمية ردا على مشاركة حزب الله في القتال في سوريا ودور إيران المساند يفترض ان تنظيم القاعدة مجرد حزب أو تشكيل سوري ينطلق في عداواته وتحالفاته من حسابات سورية صرف والحقيقة أن تنظيم القاعدة ينطلق تجاه سوريا من حسابات أوسع واشمل يقع فيها حزب الله في دائرة العداوة قبل أن تتورط القاعدة في سوريا وقبل ان يتدخل حزب الله

إستهداف القاعدة لسوريا ولحزب الله ينطلق من إعتبارواحد هو ضرب البنى الضامنة لمعادلات الأمن في ساحات تهتم القاعدة لإستعمالها نقاط إرتكاز لعملها من جهة ولكون علاقات القاعدة بالمشغل الدائم بندر بن سلطان تجعل حزب الله وإيران وسوريا في دائرة العداء بصورة سابقة لأحداث سوريا من جهة ثانية ولكون المتغير هذه المرة ذو صلة بالتفاهمات المتسارعة دوليا مع كل من سوريا وإيران والحنق السعودي مما يجري وحاجتها للتعبير عن هذا الحنق والأهم الإنسجام في الأهداف السعودية والقاعدية بتعميم الفوضى في لبنان وسوريا و هو هدف يتطابق مع الملصحة الإسرائيلية المعلنة في وقت لم يعد مخفيا التعاون السعودي الإسرائيلي بصورة تعيد للذاكرة التهديدات الإسرائيلي بحرب  على لبنان .

عرف لبنان شيئا مشابها عشية الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 تحت ضربات جبهة تحرير لبنان من الغرباء التي كانت واجهة لمهندس الإجتياح افسرائيلي جوني عبد مدير المخابرات اللبنانية آنذاك وجوني عبده هو شريك  بندر في تفجير بئر العبد عام 1983 كما ورد  في مذكرات وليم كيسي المدير السابق للمخابرات الأميركية ووظيفة التفجيرات كانت التمهيد للإجتياح بالإستنزاف والإسرائيليون اليوم يتحدثون عن إستعادة مناخ الحرب في ذات توقيت التفجير بما يضع العملية في دائرة التعاون السعودي الإسرائيلي الذي كانت الصنداي تايمز قد كشفت عن تفاصيله

الأطراف اللبنانية التي سارعت لتحميل حزب الله مسؤولية إستدراج القاعدة بربط التفجير بمشاركة حزب الله في القتال بسوريا تذكرنا بما جرى في قضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز عندما قيل أنه لن يتم الإفراج عنهم دون سحب  حزب الله لمقاتلية  لكن حزب الله لن يتغير وتم الإفراج بعدما أمرت قطرو تركيا عبر التفاوض بذلك وهذا التفاوض هو  ما يريد بلوغه الثنائي السعودي الإسرائيلي بعد تكرار عمليات مماثلة لطرح الفدية الت يطلبونها لوقف القتل المجاني للناس و إستهداف أمنهم وارزاقهم وأوراحهم

2013-11-19 | عدد القراءات 3741