وحدة المشاعر - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 20-11-2013 - ناصر قنديل

 

في الصراعات الكبرى على المسرح الدولي في زمن ثورة المعلوماتية يلعب الإعلام دورا محوريا حاسما في صناعة موازين القوى وليس خافيا أن الحرب على سوريا بنسبة كبيرة كانت حرب الإعلام والعلاقة التفاعلية بين الحدث الذي يتحكم الإعلام بآلية تقديمه و الحدث الذي يستمد قيمته من حضوره الإعلامي بل الحدث الذي يصنع لحساب وسيلة الإعلام ولم يعد مهما اليوم الكشف المتزايد لدور قناتي الجزيرة والعربية في قيادة وتنظيم خطط حرب إعلامية وأمنية متزامنة من التبشير بتفجيرات قبل وقوعها إلى تظاهرات وإنشقاقات وإشتباكات صنعت على الهواء مباشرة وعلى الشاشة فقد فعلت هذه الوقائع فعلها في حينها ولم يعد أحد قادرا على إعاة التاريخ إلى الوراء و مسح تاثيراتها لمجرد شعور الذين تفاعلوا معها حينها بالخداع .

الإشتغال الرئيسي للإعلام كان على صناعة وحدة المشاعر بين ضفة من ضفتي الصراع وجمهور المتلقين للإعلام وكان المحدد في الحرب الإعلامية بداية وحدة المشاعر بين الجمهور والمعارضة بتظهير المظلومية والحق الضائع ومشهد الدم له وظيفة حاسمة كما مشاهد الأطفال والنساء والمعتقلين وتوظيف وزن جهات تتسم نظريا بالحياد لتقديم شهادات تدعم هذا الإشتغال على خلق وحدة المشاعر المنشودة .

بنتيجة التماهي الذي يخلقه الإعلام بين الضفة التي يختارها في الصراع وبين الجمهور يصير سهلا تعامل هذا الجمهور تلقائيا مع الضفة المقابلة كعدو من جهة وبدء تقبل داعمي الضفة التي يتماهى معها ويتقبلها ويتعاطف معها الجمهور بتاثير الإعلام فيصير حلفاء المعارضة التي يسوق الإعلام مظلوميتها هم مناصرون للحق وتضيع بوصلة المحاكمة العقلية والمنطقية هنا مع تدفق المشاعر وافنفاعالات فيتوه عن البال التساؤل كيف يمكن أن تكون المعارضة تناضل للديمقراطية وحليفها الأبرز عربيا هما قطر السعودية وهما دولتان بلا دستور ولا إنتخابات كما يتوه التفكير في كيف لأميركا أن تساند في الجغرافيا السياسية للمنطقة طرفا خارج حساب المصالخ والمن افسرائيليين بل كيف يمكن لإسرائيل |ألآ تكون صاحبة راي وموقف وما هو مقعها وإلى جانب من ظ؟

كان مدهشا سحر المفعول الذي أداه افعلام لدرجة تقبل إسرائيل كمساند للمعارضة دون أن يرتب ذلك تطورا دراماتيكيا سلبيا بالإنتباه لحجم الخديعة التي تنطوي عليها اللعبة الإعلامية كما كان غريبا ألا ينتبه الجمهور لفرصية إستهداف سوريا وهو يعلم كل تفاصيل موقع الدولة السورية والمقاومة في المواجهة مع إسرائيل .

حاءت القاعدة إلى المشهد السوري كجزء من الحرب و آلة تنفيذية للخطط الأميركية الإسرائيلية بقوة الدور السعودي في الحرب والرهان على دور القاعدة في صناعة التوازنات وبدا واضحا حتى الآن فشل الإعلام في متابعة لعبة وحدة المشاعر فقد بات واضحا أن المزاح الشعبي العام داخل سوريا وخارجها قد بدأ يبتعد عن المعارضة مع كل واقعة جديدة تشير لتبني القاعدة والتنسيق معها .

بدا نوع معاكس من وحدة المشاعر بالنشوء تعاطفا مع الجيش السوري والمقاومة كهدف للقاعدة وخصم لها فالسلوكيات المنفرة للقاعدة ومتفرعاتها والتقل الوحشي وصعوبة قيام الغرب بتسويقها كلها عوامل ساعدت ببدء العد التنازلي لوحدة المشاعر ينقلب بالإتجاه  المعاكس .

تتشكل منذ ظهور القاعدة علنا وهي تقاتل في سوريا صورة جديدة من وحدة المشاعر صورة تطغى عليها حالة التقارب  من التضامن في الغرب خصوصا مع سوريا الدولة والجيش وتشكيلات  المقاومة التي ظهرت مستهدفة من القاعدة من جهة و عدو لعدو مشترك  من جهة أخرى .

الجديد بعد التفجير الذي إستهدف السفارة الإيرانية في بيروت هو المزاج الرائج في شرائح الراي العام الغربي للتعاطف مع إيران كضحية لإستهداف ذات العدو .

ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين .

2013-11-20 | عدد القراءات 3260