دخلت القاعدة إلى أفغانستان كقوة صنعتها الإرادة المخابراتية لثلاثة دول هي أميركا والسعودية وباكستان بهدف منع الإتحاد السوفياتي من السيطرة على بلد يتوسط قوى آسيا العظمى التي تمثلها موسكو وبكين و طهران بعدما نجحت الثورة الإيرانية في تأمين ممر للصين والإتحاد السوفييتي إلى مياه الخليج الدافئة وبعدما نجحت التحولات في سياسات موسكو وبكين من تجاوز الخصومات والتنافس العبثي يما يعني أن التلاقي الثلاثي سيشكل تغييرا جيو إستراتيجي في العالم من بوابة نهضة آسيا التي لن تكون الهند خارجها مما يعني الوحدة الجغرافية والسكانية والإقتصادية لنصف العالم في المساحة وعدد السكان و القدرات الإقتصادية والعسكرية .
بعد النتائج الدراماتيكية التي ترتبت على حرب القاعدة في أفغانستان بإنهيار افتحاد السوفييتي وتوسع الإستثمار السعودي على اللعبة الدينية المموهة لحساب اميركا وإيقاظ العصبيات المذهبية بدا أن هذا الرأسمال يمكن أن يحول بين إيران والتمدد في الوجدان الإسلامي العام ومع نجاح المقاومة في لبنان بتحرير الجنوب من الإحتلال صارت المصالح السعودية والإسرائيلية متطابقة بمحاصرة سوريا التي قدمت الظهير اللازم للجسر الرابط بين إيران والمقاومة و بدا ان حرب الإستنزاف ضد المقاومة وإيران و سوريا تحتاج القاعدة مرة أخرى فكانت أحداث 11 أيلول 2001 لتعطي المشروعية لحربي أميركا بمحاصرة إيران وسوريا عبر إحتلال أفغانستان والعراق ولتقدم الإسلام المتوحش سببا كافيا لنفور الراي العام الغربي وتفهم الوحشية الإسرائيلية التي تلطخت صورتها بالدماء مع الإنتفاضة الفلسطينية .
أدت القاعدة مهمتها الثانية بنجاح وحققت الأهداف المرجوة منها فصار العالم الإسلامي والعربي خصوصا يعرف التمييز بين مفردتين لم تكونا متداولتين من قبل هما السنة والشيعة و مثلما حاصرت هاتان المفردتان إنجاز الثورة الإيرانية بإقفال السفارة الإسرائيلية ورفعها لعلم فلطسين تمكننتا من محاصرة إنجاز المقاومة بالتحرير .
جاءت الحرب الثالثة للقاعدة في إنتحال صفة المقاومة في العراق وأفغانستان لتمزيق المجتمعات فيهما ونقل عدوى التفرقة لدول الجوار فقتل المدنيون العراقيون والأفغان على يد القاعدة بدعم سعودي إسرائيلي و تفتت الوحدة المجتمعية في البلدين .
المهمة الرابعة كانت في الحرب على سوريا وهنا بدأت النجاحات تتحول إخفاقات فقد تهاوت أكاذيب القاعدة عن العداء للغرب عندما ضبطت متلبسة بجرم الجلوس في خندق واحد ضد سوريا وسقطت إدعاءاتها بالدين أمام مشاهد الذبح الحلال في بلاد الوسطية الدينية ومع تعقد المهمة وإتجاه أميركا للتفاهم مع سوريا ولاحقا مع إيران جاءت الحرب الرابعة للقاعدة وربما تكون الأخيرة ففي خلفية هزائمها وإنهياراتها في سوريا تقدمت لتقلب الطاولة في لبنان وتمنح السعودية وإسرائيل فرصة الضغط لقلب التفاهمات والظاهر حتى الآن أن قرار حلف المقاومة هو برد الصاع صاعين للمنفذين والمشغلين ليس في لبنان فقط بل في كل مكان فالحرب المفتوحة لن تقفل وستبقى مفتوحة .
2013-11-22 | عدد القراءات 5350