كانت أهم إنجازات التغيير الذي شهدته مصر مع ترحيل الأخوان المسلمين عن الحكم منذ أشهر هي الخطوة الإستقلالية الأولى لحماية القرار السيادي المصري الذي رهنه الأخوان لحكام قطر وكان لإسترداد السيادة من أيدي حكام قطر أثاره الكبرى في الزخم الشعبي للإنتفاضة على الأخوان فمصر ام الدنيا والدولة العربية الكبرى و صانعة الأمجاد والحضارة لا يمكن أن ترتضي أن تذل وتهان لحاكم خليجي بسبب أمواله سواء جاءت للخزينة المصرية فكيف وقد كان أغلبها لمالية تنظيم الأخوا لإسترهان قرار مصر .
مع إغلاق الشباك القطري عن توريد الريح المسمومة والتباهي بالتحكم بقرار مصر كان التحدي الثاني السيادي يطل من وراء الباب بالقرار الأميركي بوقف المعونة التي تقدمها واشنطن لمصر سواء في مجالات الحاجات العسكرية أو المدنية تعبيرا عن الغضب لإطاحة الأخوان وكان موقف العزة للمصريين عندما صرحت كل مستويات القرار في القاهرة عن رفض الرضوخ للإملاءات و الإصرار على التعامل بعزة نفس وكبرياء مع التلويح الأميركي وتذكر المصريون ما جرى في عهد جمال عبد الناصر يوم التهديد بوقف المعونة الغذائية وكلامه حينها عن أن مصر تقطع لسان من يتمادي ويوجه لها الكلام بما يجب ان تفعل ورده على السفير الأميركي بقوله قرارنا مستقل وسيبقى مستقلا ومن لا يعجبه فليشرب البحر وإن لم يكفه البحر الأبيض فليشرب البحر الأحمر ايضا وها هي واشنطن تخضع لوقفة العز المصرية ويعلن وزير خارجيتها جون كيري أن الأخوان سرقوا الثورة وأن الجيش يرد الإعتبار للديمقراطية .
الخطوة الثالثة تمت اليوم بعدما ضاق المصريون ذرعا بالتدخلات التركية في شؤونهم السيادية وتصرفهم بقلة أدب كباب عال وصدر أعظم لا يزال بعقل العثماني الذي يظن ان أمجاد إحتلاله لبلاد العرب او التحكم بها يمكن أن يدوم فقرار مصر بطرد السفير التركي وإبلاغه انه غير مرغوب به في القاهرة خطوة شجاعة للدفاع عن كرامة المصريين ولتأكيد البعد السيادي الذي لا تتنازل عنه دولتهم بعد الثورة .
تبقى الخطوة الرابعة المنتظرة هي الأصعب والأهم وهي تحرر مصر من النير السعودي الذي جرى تجميله بالموقف السعودي من الأخوان لأنهم إستبدلوا إستخدامهم بالقاعدة وليس حبا بمصر فالسعودية مولت وسلحت الأخوان ضد مصر عبد الناصر وضد سوريا حافظ الأسد لكنها بعد إختراع تنظيم القاعدة بالتنسيق مع أميركا وإسرائيل وتبعية الأخوان لقطر وتركيا إستغنت عن خدماتهم لكنها لا تتورع عن رعاية القاعدة التي تقف وراء العمليات الإرهابية الإجرامية بحق الجيش المصري في سيناء وتبيع المصريين كلاما معسولا و تدفع وتشجع غيرها كي يدفع لتغرق مصر بالمال وتصير هي بقوة هذا المال صاحبة القرار السيادي لمصر وعبرها صاحبة القرار العربي
الشعب المصري والجيش المصري لا يمكن ان يتقبلوا طول أمد هذه المعادلة فمصر لاتشترى ولا تباع وما كان ايام عبد الناصر يحضر اليوم بقوة فلن يحب مصر من لايحب عبد الناصر ولن يحب عبد الناصر من يحب آل سعود
نهضة مصر بشارة نهضة العرب والباقي خطوة وتستقيم المواقف وتعود مصر لقرارها الحر لم يكن عبد الناصر مجرد خطب و السعودية ليست مجرد رأي مخالف بل هي من اذاق المصريين المر .
2013-11-23 | عدد القراءات 4130