حسم جنيف – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز – 25-11-2013 – ناصر قنديل

تحديد الأمم المتحدة لموعد عقد مؤتمر جنيف في الثاني والعشرين من كانون الثاني مطلع العام المقبل يعني نهاية مرحلة كاملة من الأخذ والرد بصدد هذا المؤتمر المنتظر قبل ثمانية عشر شهرا تماما من إنعقاده عندما صدر التفاهم الروسي الأميركي الأول تموز العام الماضي وخلال هذه الفترة شهدت الأزمة السورية الكثير من التطورات الهادفة لفرض تفسير من أحد التفسيرين الروسي او الأميركي للتفاهم .

مؤتمر جنيف كما صدر في التفاهم يجب ان يحقق وقفا لإطلاق النار وإنهاء العنف الذي تشهده سوريا من جهة ويضع اسس الحل السياسي الداخلي وتشكيل حكومة إنتقالية من جهة ثانية .

التفسير الأميركي يقوم أصلا على رفض عقد المؤتمر قبل تسليم الدولة السورية بتنحي الرئيس بشار الأسد و القبول بتسليم السلطة لحكومة تتولى صلاحيات الرئاسة في كل المجالات و تكون شراكة بين المعارضة وفئات من الدولة ينطبق عليها ما يسميه الأميركيون عدم التورط بالدماء والمقصود فئات لا توالي تماما خط الدولة السورية بل تلبس ثوبها بإنتظار ما ستحتله من مواقع بهذه الصفة .

التفسير الروسي يقوم على إعتبار المهمة الرئيسية هي وقف العنف و إتاحة المجال للسوريين للدخول في حوار بينهم يؤدي إلى التفاهم على ما يرونه مناسبا كحلول سياسية بديلة للإحتكام للعنف الذي لن يؤدي إلى إنتصار فريق على فريق كما ترى روسيا ومن بين قضايا التفاهم كيفية المواءمة بين الصلاحيات الكاملة للحكومة الإنتقالية والإطار الدستوري الذي يفرض بقاء صلاحيات الرئاسة وفقا للدستور الحالي او اللجوء لتعديل دستوري يسبق الحكومة مما يعني الذهاب لتشكيل هيئة تأسيسية لوضع دستور جديد والإتفاق على آلية إنبثاقها وكيفية حسم القرار فيها وفي النهاية طرح خلاصة ما تصل إليه وفاقا وخلافا على الإستفتاء .

بين هيذين التفسيرين لم تكن المسألة إجتهادا في فقه الدستور والإصلاح بل تعبيرا عن صراع دام وضار وشرس بين مشروعين سياسيين مشروع يسعى لجعل المؤتمر تتويجا لخطة إسقاط النظام ومشروع يرى المؤتمر تتويجا لفشل مشروع إسقاط النظام .

الدولة السورية واجهت خلال هذه الفترة حروبا وضغوطا و ومشاريع جرها للحرب الأهلية وجيئ بتنظيم القاعدة لتغيير التوازنات ومع التفاهم الأميركي الروسي في أيار الماضي بلقاء جون كيري وسيرجي لافروف بدا أن التسليم بالذهاب للحل السياسي يصل المرحلة الفاصلة و فجاة برز أن المسعى لتغيير عسكري على أرض الواقع يجري إعداده كشرط لعقد المؤتمر فكان الرد في معركة القصير التي غيرت بمضامينها ونتائجها وتداعياتها ما هو أبعد من مسار الأزمة السورية .

ما قبل القصير غير ما بعده و وعبره صار الأميركي وجها لوجه امام قرار واضح لإيران وحزب الله بمنع تغيير التوازنات في سوريا و الإستعداد لبذل كل شيئ لمنع النيل من الدولة السورية وقيادتها ووصل الأميركي حد الحرب وكان التفاهم الكيميائي و كان الرفض السعودي وتمنع الإئتلاف حتى نضج كل شيئ نحو النهايات وجاء الموعد اليوم بعدما صار محسوما أن جنيف بلا شروط ولا تحقيق لأي من مضامين التفسير الأميركي وكان للتفاهم على النووي الإيراني دور السحر في الحسم وصار المتغير الجديد عنوانه هل يمكن لجنيف وقف النار ؟ ون يستطيع إنهاء وجود القاعدة في سوريا بغير منح الجيش السوري بعد التسوية مع المعارضة الراغبة بالمشاركة بالحل التغطية الدولية الإقليمية لمواصلة الحرب  .

 

 

 

2013-11-25 | عدد القراءات 3285