تتركز المواجهة الحاسمة في المنطقة بين الحلفين اللذين تشكلا حول الحرب على سوريا بين حلفائها وأعدائها على صناعة موازين قوى صار محسوما أنها تفاوضية رغم الكلام الكثير الصادر عن قوى حلف الحرب حول قدرتها على مواصلة خطاب قلب المعادلات .
الدولة السورية وحلفائها شديدو الواقعية فهم يدركون من جهة ان الموازين في الميدان باتت بايديهم وانهم قادرون على حسم عسكري كامل ولو بالإستثمار على عامل الزمن بعدما صار ثابتا أن التدخل الغربي العسكري المباشر صار خارج الحساب ويدركون من جهة مقابلة أن الحرب ليست مع القاعدة ولا مع الجماعات المتتمة لمشهدها العسكري بإسم المعارضة بل مع قوة دولية عظمى هي الولايات المتحدة الأميركية التي لابد أن يصرف رصيد الحرب معها على طاولة تفاوض معقدة يشترك في تقاسم عائدتها السلبية والإيجابية الحلفاء على الضفتين المتقابلتين .
ما يربحه المقاتلون في صف الدولة السورية وحلفائها سيعود ريعا تفاوضيا على حلف يمتد من روسيا والصين و يصل لإيران وينتهي بسوريا والمقاومة وما يخسره الذين يقاتلون الدولة سيدفعه بنسب مختلفه الأميركيون ودول الأطلسي وصولا للدول الخليجية وتركيا وإسرائيل وإنتهاء بالمعارضة وفصائلها .
الأكيد ان التفاوض يحصر المتسفيدين والخاسرين من نتائج الميدان بعدد اقل وأكثر تحديدا فطالما أن روسيا لأسباب حضورها وقوتها ولكن ايضا للموازين السورية حصدت نتائج التوازن في المشهد الجديد شراكة في القرار الدولي من موقع الند لأمريكا وحصدت إيران التسوية في ملفها النووي بصمودها وثباتها وذكائها التفاوضي ولكن ايضا بخلفية الميدان السوري وتوازناته فالواضح أن جولة التفاوض المقبلة تحدد رصيد أرباح سوريا وحلف المقاومة و في الضفة المقابلة يبدو ان واشنطن رصدت خسائرها بالتأقلم مع المتغيرات وإرتضاء مكاسب تسمى بحفظ ماء الوجه وتركت حلفاءها يدفعون أرصدة الخسائر وهنا تحضر القاعدة والسعودية وإسرائيل والمعارضة لتسديد الفواتير بعدما خرجت قطر بخسائرها و نجحت تركيا بالإحتماء وراء علاقتها بإيران وتحسب حساب الكلفة اللازمة للتأقلم وتبدو فرنسا وبريطانيا خارج الخريطة الجديدة للصالح الدولية والإقليمية .
لبنان هو المفصل المقرر وفيه سيكون الناتج التفاوضي بين سحق القاعدة وتفويض سوريا و المقاومة دوليا بحفظ إستقراره وما يرتبه ذلك من إخراج للسعودية وإسرائيل من المعادلة اللبنانية وجماعاتهما ضمنا .
قبيل إستحقاق الرئاسة في لبنان يحتدم الصراع ويرمي السعودي والإسرائيلي بثقليهما للمعركة الفاصلة وتتخندق معهما القاعدة لمعركة وجودها الحاسمة وفي سوريا تبدو المعارضة مجرد كبش فداء لتخفيض فاتورة الحلفاء الذين يسعون للسيطرة على خسائرهم .
القضم التدريجي للمناطق الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة التي تحمل لواء المعارضة وينتمي أغلبها للقاعدة مستمر يوميا في جبهات الريفين الدمشقي والحلبي وفي القلمون و تبدو طرابلس معركة متممة لتخفيض الضغوط والرهان على تفجير فتنة مذهبية .
الجميع يسلم أنه منذ الأزمة السورية صارت واقعيا وحدة لبنانية سورية ينكرها فريق لبناني تاريخيا وسياسيا وجغرافيا لمنه يعمل على اساسها .
2013-12-01 | عدد القراءات 6170