تتركز بؤر التوتر الأمني في لبنان في ثلاثة مواقع صارت تحت عين الأنتربول والأجهزة الأمنية العالمية المهتمة لمكافحة الإرهاب ، بدءا من بعض أحياء مدينة طرابلس إلى بلدة عرسال البقاعية الحدودية وإنتهاء بمخيم عين الحلوة قرب صيدا في الجنوب .
النتيجة الأولى التي يستخلصها إستعراض واقع هذه المواقع الثلاثة ، هو كونها تتصدر في تقارير الأجهزة الأمنية والمراسلين الصحافيين ونشرات الأخبار كل ما يتصل بالأحداث الأمنية ، و تأتي بعدها بلدة عنجر البقاعية الحدودية ايضا ، وهذه حصيلة التقارير الصادرة عن قوى الأمن الداخلي لشهور تموز وآب وأيلول و تشرين الأول وتشرين الثاني .
المشترك بين هذه المواقع الثلاثة ومعها عنجر في البقاع ، هو تأكيد وجود تابعة لتنظيم القاعدة منذ مدة طويلة فيها ، ففي عين الحلوة منذ إحتلال العراق خرج مئات المسلحين يعلنون البيعة لأبي مصعب الزرقاوي ، وفي طرابلس مهما قال عمر فستق والشهال وسواهما فهما من تركيبات القاعدة الدعاوية العلنية ومجندي العناصر لحسابها ، وفي عنجر شوهد بالعين المجردة من قبل أهلها عدد من الشياشانيين ليسوا من المعجبين بالحي الأرمني فيها ولا بآثارها التاريخية بالتأكيد ، وفي عرسال تم إخفاء الأستونيين الذي جرى خطفهم منذ سنوات وتبين فيما بعد أنهم كانوا محتجزين لدى أحد فروع القاعدة ، وليس بعيدا التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية والقضائية حول تفجيرات معوض والرويس والخلايا التي تنتمي للقاعدة التي نفذتها ، ونقاط إرتكازها في عرسال .
الشبه الثاني بين عرسال وعنجر وعين الحلوة أنها جزر أمنية مغلقة لا تدخلها القوى الأمنية إلا بتفاوض عسير ، أو بمهام خاصة وخاطفة ، وان الجيش يعاني معها في كل مرة ينشر قواته أو ينفذ مهماته ، وقد دفع ثمنا لهذه المعاناة دماء شهداء وجرحى ، وتبقى طرابلس بحال أفضل قياسا بهذه النقاط الأخرى .
لا يفوت العاقل الإنتباه إلى أن هذف ما تشهده طرابلس من أحداث أمنية هو ضمها لعائلة الجزر الأمنية ، لتصير أهمها بسبب مكانتها وحجمها و عدد سكانها وموقعها الجغرافي والسياسي ، وهذا ما يفسر إستهداف جماعة الشيخ هاشم منقارة ومناصريه لتهجيرهم أو قتلهم لتكتمل عناصر الجزيرة الأمنية ، وهذا ما يضيف إليه قيمة فهم أسباب الهجوم غير المنطقي على الرئيس نجيب ميقاتي ضمن حملة التهجير السياسي لمعارضي الجزيرة الأمنية ، بعدما ادى ما كانت تحتاجه القاعدة من إيواء لجماعاتها في مساجد ولجان مساجد كان يمولها ميقاتي بدواع إنتخابية .
النتيجة التي يريد الكثيرون طمسها ويشارك الكثيرون في طمسها بغباء ، هي أن ليس هناك جبل محسن في عنجر وعرسال وعين الحلوة ، فالمشترك بين هذه المواقع في صناعة التوتر الأمني يؤكد أيضا أن المشكلة في التوتر الأمني ليست جبل محسن بالنسبة لطرابلس ، قياسا بإنتشار التوتر في المواقع الأخرى التوائم .
التوائم الأربعة جزء من تاريخ تيار اللمستقبل السياسي و الأمني في لبنان ، وله حكاية مع كل منها ، من عنجر في العام 2004 وطرابلس كل عام إلى عين الحلوة و جند الشام الملقبين بجنود الست ، والمقصود بهية الحريري على ألسنة كل صيداوي لرعايتها الخاصة لهم ، وصولا لعرسال التي يسميها سعد واحمد الحريري بقلعة تيار المستقبل .
الخطة كانت أن تتحول صيدا وعبرا ومجدليون إلى اسرة التوائم بفضل اللعبة الأسيرية ، ولا تزال الخطة ان تتبع طريق الجديدة في بيروت للعائلة ، والمشروع يلحظ ستة توائم لا تزال تنقصها صيدا وطريق الجديدة .
المشترك الأهم أن أغلب المحظيين في هذه الجزر الأمنية يدينون للواء أشرف ريفي المدير العام السابق للأمن الداخلي ، بالحصول على تسهيل مرور ومهمة رسمية من الأمن الداخلي و حماية لتسليحهم وتحركاتهم ونقل المقاتلين منهم مرارا بسيارات حكومية رسمية ، من منطقة إلى منطقة ، وجاءت الأزمة في سوريا لتظهر ما كان مخفيا وتبرز دور هذه التوائم .
تقرير أمني أوروبي يقول أن أشرف ريفي هو امير القاعدة في لبنان
صدق اولا تصدق !
2013-12-03 | عدد القراءات 3443