مع صدور نعي القائد المقاوم حسان اللقيس مقرونا بإتهام إسرائيل بعملية الإغتيال كانت المقاومة تخرق تقليدا دأبت على إلتزامه هو عدم توجيه الإتهام قبل القيام بحد كاف من تجميع المعلومات والتحقيقات ، وكان هذا الخرق للتقليد تعبيرا من جهة عن يقين قيادة المقاومة من هوية الجهة التي تقف وراء الإغتيال و من جهة ثانية تأكيدا لخشيتها من توظيف العملية في مشؤوع الفتنة التي كان قائد المقاومة يوجه الإتهام الصريح للسعودية بتحضيرها في لبنان.
الخشية كانت في مكانها فبالرغم من الإتهام المباشر لإسرائيل بعملية الإغتيال لم تتورع المخابرات السعودية عن إصدار بيان بإسم أحرار سنة بعلبك يتبنى العملية أما اليقين فنابع اولا من معرفة قيادة المقاومة بالمكانة التي يحتلها القائد الجهادي الكبير في بنية المقاومة وهيكلية عملياتها والمسؤوليات التي يتولاها حصرا في إطار دوره في تتبع النشاط الإستخباري الإسرائيلي بعيدا عن الزواريب اللبنانية وعن دور الحزب ومقاتليه في سوريا بما يجعل القيادة حاسمة في أن الجهة الوحيدة التي يعنيها تتبع القائد اللقيس و معرفة أهميته وكشف مكان إقامته بمراقبة حثيثة ومستديمة هي المخابرات الإسرائيلية .
للوهلة الأولى يظن من سمع الخبر عن طريقة الإغتيال أنه بعيد عن المخابرات الإسرائيلية التي تملك تقنيات متطورة وخصوصا في قدرتها على زرع السيارات المفخخة والعبوات الناسفة فيجيئ خبر الإغتيال بواسطة إطلاق عدة رصاصات أودت بحياة هذا القائد البارز ملفتا للإنتباه حول مدى تطابقه مع القدرات الإسرائيلية .
التدقيق في ظروف الإغتيال يفيد بأن الرصاصات هي من رشاشات عيار 9 ملم وليست من مسدس و الرشاشات مزودة بكواتم للصوت و سبب اللجوء إليها هو طبيعة الترتيبات المتخذة في محيط منزل الشهيد اللقيس خصوصا لجهة مدى وعدد كاميرات المراقبة المزروعة لكشف الطريق الممتد في محيط منزله بصورة تعقد أي تحرك أمني تخريبي تحت رقابتها سواء لركن سيارة بدون ان يلتفت إليها احد أو لزرع عبوة يفجرها مؤقت او موجه عن بعد أو ىآلية تلقائية لدى تشغيل المحرك .
لجأ المنفذون إلى إختيار طريق إطلاق الرصاص بإحتراف شديد عبر ضمان التسلل من منطقة حرشية خلف المنزل المستهدف لا تطالها كاميرات المراقبة و ضمان التحكم بالشهيد وهو يترجل من سيارته لمعاجلته بطلقات متقنة التسديد من قتلة ورماة محترفين تودي بحياته فورا .
العملية التي تتكامل مع عمليات التحضير للفتنة تجعل السؤال عن التفكير الإسرائيلي بحرب قادمة واردا إذا نجحت مساعي المخابرات السعودية لإحداث الفتنة خصوصا أن جزءا من القدرة الإستعلامية الإسرائيلية التي جعلت التنفيذ ممكنا بهذا الشكل من الإطمئنان من قبل الجانب الإسرائيلي لا يمكن فصلها عن دور شبكات التنصت الإسرائيلية الجديدة على الحدود مع لبنان و لا عن تداخل بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية مع مصادر النفوذ السعودي كما هو حال فرع المعلومات الذي سبق وسلم المخابرات السعودية عددا من الموقوفين السعوديين على ذمة التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري وما يتيحه التأثير السعودي على فرع المعلومات من فرصة للتحقق والمتابعة .
ستة اشهر يطلبها السعوديون لتغيير المعادلة في المنطقة و لهذا بندر بن سلطان في موسكو مناورا بتمرير الطلب بذربعة ضمان مشاركة المعارضة و لهذا جاء الأخضر الإبراهيمي يبشر بمشاكل وتعقيدات تعترض عقد مؤتمر جنيف في موعده والشهور الستة في طلب بندر هي ذات الشهور التي يتحدث الإسرائيليون عنها كضرورة لتوافر ونضج ظروف الحرب .
طريق جنيف معبدة بالدماء على مدى ملفات المنطقة .
2013-12-04 | عدد القراءات 3153