جون كيري ينهي مرحلة حاسمة من تحضيراته للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية و بات معلنا اليوم ما سبق وتوقعناه قبل يومين من سيناريو المصالحة الأميركية مع السعودية وإسرائيل و مضمون المصالحة على حساب فلسطين والفلسطينيين .
كيري يعلن أولا إستبدال برنامج التفاوض الذي كان مقررا أن يكون اول بند فيه هو حدود الدولة الفلسطينية ليصير البند الأول هو ما طلبته إسرائيل أن يكون الأولوية أي التثبيت لإتفاق تمهيدي عنوانه الضمانات الأمنية لإسرائيل .
عرض كيري مشروعا قال أنه حصيلة جهود مئة وستين خبيرا ديبلوماسيا وأمنيا وعسكريا ولم يقل أنهم إسرائيليون وأميركيون كما هي الحقيقة و انهم توصلوا لهذه الصيغة وعلى الفلسطنيين قبولها ليتم إستئناف التفاوض على البنود المتعلقة بمستقبل السلام .
أوباما صرح من واشنطن ان الفسطينيين والإسرائيليين اقرب من اي وقت مضى لتوقيع إتفاق سلام وكأنه يقول أن هناك موافقة فلسطينية لم تظهر للعلن بعد على الصيغة التي كشف كيري النقاب عنها وهذا ما يبدو أن السعوديين قد أخذوه على عاتقهم نيابة عن الجانب الفلسطيني الذي يبدو ممتعضا من التحولات التي جرت ومن التغييرات التي طرأت ويشعر أنه أمام إتفاق إذعان سيكون من الصعب عليه تبريره وتسويقه .
الصيغة التي عرضها كيري في المشروع الجديد يقوم على إلغاء مبدأ الإنسحاب من الآراضي المحتلة العام 67 بتكريس بقاء الإحتلال في غور الأردن و تكريس تسلم المعابر الحدودية كلها لأي مشروع دولة فلسطينية بيد الإسرائيليين .
القبول الفلسطيني يعني نهاية حلم الدولة وسيتبع بالتأكيد التسليم بمبدأ عدم الإنسحاب من الأراضي المحتلة عام 67 البحث بطلبين إسرائيليين إضافيين هما مبادلة الأراضي و إعادة النظر بوضع القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية .
ثمن إسترضاء إسرائيل يدفع كما كل مرة من حقوق العرب وخصوصا في فلسطين وبغطاء وتمويل عربيين .
الخطير هذه المرة أن المقاومة في فلسطين التي كانت تملك اوراق قوة لتهديد اي صفقة تنهي القضية الفلسطينية مصابة بالتكلس والركود خصوصا في ضوء ما ترتب على موقف حماس تجاه سوريا وتموضعها في حلف يضم تركيا وقطر سيقف بكل قوة إلى جانب الأوامر الأميركية ويشكل قوة ضغط موضوعية وسياسية لمنع اي تعطيل قد تفكر فيه أطراف في حماس لهذا المشروع .
الربيع العربي المشؤوم ينهي فصوله في فلسطين لضمان امن إسرائيل و ما علينا سوى إنتظار كلمة جديدة لسيد المقاومة يضع فيها النقاط على الحروف .
2013-12-08 | عدد القراءات 3963