سقوط الرمال على رأس الملك - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 13-12-2013 - ناصر قنديل

قبل عقود طوال أصدر الشهيد المفكر ناصر السعيد ابن نجد المنتسب لحائل وقبائل شمر كتابه الشهير "تاريخ آل سعود" متضمنا الكثير من الوقائع والروايات التي تختصر سيرة العائلة المالكة في جزيرة العرب والتي تصلح لزمن يقرر فيه شجاع مثقف ومقتدر تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني من ثلاثماية وخمس وستين حلقة تعرض على مدار السنة .

منذ قتل ناصر السعيد الذي خطف من امام مكاتب  جريدة السفير في بيروت ونقل إلى السعودية فورا بتعاون لبناني فلسطيني أمني مؤسف لم يجرؤ أحد على مقاربة إعلامية لتاريخ نشأة حكم الأسرة السعودية ولا لعلاقتها بالبريطانيين في تاسيس حكمها و من ضمنها الشراكة في تأسيس الإحتلال الصهيوني لفلسطين .

تنفق الأسرة السعودية مالا على الإعلام يفوق ما تنفقه على التعليم أو الصحة وذلك لضمان كم الأفواه عن السيرة التي تريدها سرا لا يخترق ولا يطاله التداول وبلغ حجم ما أنفقته الأسرة مئة مليار دولار مخصص لشراء أسهم في شركات إعلامية لا تستخدم رصيدها فيها لا لتحقيق أرباح ولا لخدمة قضايا بل فقط لضمان منع تناول ما يفضح السيرة المستورة والأسرار وتقيم الاسرة علاقات إعلامية بمؤسسات لا تطلب منها شيئا في السياسة وسواها سوى منع نشر ما يكشف هذا المستور وتشتري الأسرة اقلاما وأصواتا ووجوها لا مهمة لها سوى التصدي لمن يجرؤ ويفضح المستور وتستعمل ادوات قتل وتشهير وإساءة لا مهمة لها سوى تسليطها على من يتجاوز هذا المحرم  الممنوع و بعض العلاقات الدولية للاسرة الحاكمة والمساعدات المالية تندرج ضمن باب اللاجدوى سوى ضمان الصمت المطبق عالميا .

فيلم ملك الرمال الذي إحتفلت به دمشق ليل امس هو اول محاولة جادة منذ كتاب ناصر السعيد للتمرد على هذا المحرم الممنوع  وفي زمن مختلف جذريا لجهة وسيلة ونوع وكم افنتشار والتمرد ليس اي  تمرد بل تمرد من العيار الثقيل مؤسس على إقتباس  مصدر واحد هو يوميات الممثل الشخصي لعرش بريطانيا مطلع القرن  الماضي في  جزيرة العرب ميستر فيليبي العراب الذي ولدت مملكة بني سعود على يديه و تحويها إلى فيلم من المستوى العالمي قادر على طرح إشكالية تاريخ هذه المملكة على مستوى نخب الحجاز ونجد وشعوب العرب والأهم على مستوى الرأي العام العالمي الذي يستاءل عن سر ضعف حكوماته في مواجهة خطر الإرهاب ليأتيه الجواب في هذا الفيلم ليس مهما إن قتلتم بن لادن فالفكر لا يزال حيا وهو الفكر الحاكم لحليف الغرب الأول بين  العرب والمسلمين هو حكم آل سعود

هذه المرة لن يجرؤ بنو سعود على فعل شيئ لكنهم يستشعرون إنهيار مملكة الرمال فوق رؤوسهم لأن إنفاق مئات مليارات الدولارات لم ينفع في ضمان تعميمم الصمت وأنزور في سوريا ووراءه دولته والحرب على اشدها واللعب بالنيل من الرموز لن يكون على جانب واحد

تجرأ نجدت انزور حيث لم يجرؤ الاخرون وبالمقابل لن يتجرأ بنو سعود فالنتيجة هي سقوط جدار الصمت والحملة التي جرى تنظيمها على الفيلم جعلت الإعلام العالمي مهتما بمتابعته ولا يملك احد التجاهل لقاء الرشاوى لأن الناس تريد ان تعرف وفي زمن ثورة المعلوماتية سيربح من يلبي رغبة الناس

ينتشر الطلب على الفيلم ودور العرض في بلاد الغرب  كله بدأت تهتم بقوة في الحصول على حقوق نشره وتعميمه وعرضه والفضيحة تتسع وتنتشر

سقط الرمل على رأس الملك أو سقط الملك في الرمل أو سقط الملك والرمل

2013-12-13 | عدد القراءات 4167