المعلومات المتوافرة عن ما جرى في مدينة عدرا العمالية تقول أن أعمال قتل شنيعة وغير مسبوقة بمستوها الإجرامي قد إرتكبت بحق المواطنين هناك وبينهم اسر كاملة وأن من بين هذه الجرائم عمليات سحل جماعي و دفن للأحياء و إحراق في أفران صناعية للعشرات عدا عن التمثيل بجثث العزل من رجال ونساء وأطفال .
هذه الجرائم التي لم تشهد سوريا لها مثيلا من قبل لا من حيث عدد الضحايا ولا من حيث نوعية الجرائم تضع المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية أمام تحديات من نوع جديد فقد ضج الإعلام الغربي بما نسبه لإرتكابات الجيش السوري وأجهزة الأمن السورية فيما قيل أنها أعمال قمع للتظاهرات السلمية والتي تبين لاحقا أنها لم تكن سلمية على الإطلاق بل اكدت المشاهد المرافقة للمواجهات التي خاضها الأخوان المسلمون في مصر ضد الجيش كيف كان المسلحون من تنظيم الأخوان يندسون بين المتظاهرين ولا يكتفون بإطلاق النار على الجيش والأجهزة ألأمنية بل يقتلون من المتظاهرين برصاصهم ما يقومون بتحميل الجيش والأمن مسؤوليته لتبرير المزيد من التصعيد .
من فضائل الإهتمام الدولي ما اسمته مفوضة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة التي تزور سوريا فاليري آموس بجرائم الدولة السورية والتي ركزت مداخلاتها وشهادتها على تحميل الدولة مسؤولية كل إنتهاك لحقوق الإنسان خصوصا بتوقفها أمام ما تعتبره حقوق المعتقلين .
آموس مجرمة حرب لأنها تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية الأخلاقية للجرائم المرتكبة في عدرا والتي يندى لها جبين الإنسانية فيما هي بإسم الأمم المتحدة مسكونة بالحقد على الدولة السورية شغلها الشاغل تبني التقارير التي يعدها جماعة المخابرات السعودية بإسم مراصد وهمية لحقوق الإنسان وتغيير مقدمتها لتصير وثائق رسمية للأمم المتحدة
آموس منحت السلاح الإرهابي والإجرامي في سوريا شرعية ما أسمته الدفاع المشروع عن النفس ومنحت الإجرام والإرهاب بعضا من غطاء الشرعية الدولية التي يفترض أنها تمثلها وتتحمل مسؤولية صيانتها وحمايتها من سوء الإستخدام .
ماذا ستقول آموس عندما يتم الجيش السوري تطهير عدرا من الفلول السعودية وتظهر النتائج والوقائع الحقيقية الكاملة للجرائم المرتكبة وبماذا ستواجه أهالي الضحايا والشهداء وماذا سيتضمن تقريرها عن الجرائم بحق الإنسانية التي لا ينقصها إثبات ودليل ولا تحتاج إلى توضيح .
آموس في دمشق لكنها لم تتوقف للحظة عند أنباء الجرائم المرتكبة في عدرا بحق المئات من الضحايا والشهداء فهل تنتبه لشراكتها بالصمت والحماية في جرائم موصوفة طاولت مدنيين ابرياء .
على هامش هذه الصورة يتلهى بعض الناشطين على صفحات التواصل بالتباري في من يدفع الثمن من دمه دفاعا عن سوريا أبناء اي طائفة أو دين بينما جرائم الإرهاب في عدرا وغيرها لم تميز بينهم وعاملتهم بمساواة لمجرد أنهم سوريون وهذا بحد ذاته يكفي .
2013-12-15 | عدد القراءات 6993