فرنسا تمدد لسليمان /مقدمة نشرة أخبار توب نيوز -17-12-2013- ناصر قنديل

 

فرنسا الخارجة بخسارة تاريخية من سوريا بعدما رمت بثقلها للفوز بخيار الحرب و حاولت كل ما بيدها لتوريط أميركا بالتدخل العسكري ونسقت بين تركيا وقطر والسعودية وأمدت بالسلاح والمخابرات والمعلومات كل الجماعات التي تقاتل الدولة السورية بما فيها القاعدة ومتفرعاتها تحاول تعويض الخسارة بالعودة إلى دفاترها القديمة في لبنان .

لا تملك فرنسا القدرة على تغيير الموازين التي  تحكم الواقع اللبناني وهي تعلم حجم قدرة قوى الرابع عشر من آذار على التحرك لفرض قواعد جديدة وترتبك لقلقها من عدم نجاح المساعي السعودية الإسرائيلية لقلب الطاولة وإحداث تغيير يعزل لبنان عن تداعيات النتائج المترتبة على انتصار سوريا .

تراهن فرنسا على تسويق التمديد لرئيس الجمهورية اللبناني  ميشال سليمان من باب ادعاء الخوف من الفراغ الدستوري و وتحول التمديد إلى عنوان لما تسميه خارجية لوران فابيوس بضمان الاستمرارية للمؤسسات الدستورية وحفظ الاستقرار بينما  تعلم فرنسا أن انتقال السلطة في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية إلى الحكومة مجتمعة يرسخ الاستقرار أكثر من وجود رئيس منحاز إلى أحد طرفي النزاع والوصفة المثالية للحال اللبناني هي تشكيل حكومة  وفاق وطني يتمثل فيها  جميع الأطراف تتولى إدارة البلاد  لحين توافر شروط التوافق على رئيس جديد .

كما تعلم فرنسا ان التمديد يحتاج لذات نصاب انتخاب رئيس جديد وسطي فعلا إذا كان المطلوب حفظ الاستقرار فالمنطقي أن يكون موقف فرنسا هو القول ان النصاب النيابي اللازم للتمديد هو  ذات نصاب انتخاب رئيس جديد فليكن الجهد على البحث عن رئيس يمكن التوافق على توليه دفة البلاد لضمان الاستقرار .

تعذر تشكيل حكومة جديدة وتعذر انتخاب رئيس جديد يعنيان تعذر التمديد للرئيس سليمان و يبقى أن الطرح الفرنسي يرمي لشيء واحد هو قطع الطريق على تطبيق الدستور الذي يعطي صلاحيات الرئاسة للحكومة القائمة وهي دستوريا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تتولى تصريف الأعمال .

من يريد تفادي هذا الكأس المر ويعتبر أنها حكومة من لون واحد رغم وجود ممثلين للرئيسين سليمان وميقاتي وللنائب وليد جنبلاط فيها يملكون الثلث المعطل لقراراتها يستطيع ان يسرع تشكيل حكومة وفاق وطني تتمثل فيها جميع الأطراف بحجم وزنها في البرلمان .

فرسنا تحاول تعويض الخسارة فتخسر 

2013-12-17 | عدد القراءات 4001