مؤشرات التطورات اللبنانية الدراماتيكية تتزايد كل يوم فالإتحاد الأوروبي في آخر تقييم لأحوال الشرق الأوسط قبل يومين خصص نصف إجتماع مفوضية شؤون الأمن والخارجية لدراسة الوضع في لبنان والنصف الباقي لسائر الملفات بما فيها إيران وسوريا وفلسطين .
الإتحاد الأوروبي يحدد مؤشرات القلق اللبنانية بأربعة مخاطر الفراغ الدستوري اولها فبعد العجز عن إجراء الإنتخابات النيابية عجز عن تشكيل حكومة ويليه عجز متوقع عن إنتخاب رئيس جديد والثاني خطر تجدد النزاع الأهلي في ظل المعطيات المتوافرة عن الإستقطاب المذهبي الحاد في مناطق مثل صيدا وطرابلس وبعلبك على خلفية تجاذب سعودي إيراني حاد والثالث خطر نمو القاعدة والتطرف الديني الذي يشكل بيئتها الحاضنة والذي تتأكد الوقائع التي تشير إلى بلوغه حد التجذر تحت تاثير تمركز مجموعات القاعدة المتجهة نحو سوريا من البوابة اللبنانية والخوف الأعظم هو طريق العودة من سوريا تحت ضغط نجاحات الجيش السوري في إسترداد السيطرة على مناطق متاخمة للحدود مع لبنان يتمركز ويتحصن فيها الوف من المنتمين للقاعدة والخطر الرابع هو خطر شن حرب إسرائيلية تستهدف حزب الله تبدو طلائعها بعملية إغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس ورد متوقع قد لا يتأخر كما يعتبر الأوروبيون أن الإسرائيليين يتوقعون .
صحيفة وورلد تريبيون الأميركية تتحدث بوضوح عن حرب إسرائيلية وشيكة وبالمقابل تقول كل الوقائع المصاحبة لمعنى التحالف الأمني الإسرائيلي السعودي الذي ظهر علنا بإجتماع تركي الفيصل وإيتمار رابينوفيتش الرئيسين السابقين لمخابرات حكومتيهما وممثليها السابقين في واشنطن أن ساحة التنسيق المتاحة هي لبنان التي يملكان فيها نفوذا ومصالح وتأثيرا ولبنان المتاثر بما تعد إسرائيل والسعودية مؤثر بمعادلات القوة لكل من إيران وسوريا .
وقوف لبنان على خط الزلازل يبدو منطقيا كمشهد أخير لإقفال ملفات الشرق الأوسط المفتوحة على توازنات حسمها الملفان السوري والإيراني ولا زالت كلفة التسليم بها مرتفعة على كل من إسرائيل والسعودية فيكون البديل حالة إنكار وسعي إنتحاري لتغيير الموازين يشكلان المقدمة لتسخين يبدو لبنان في قلبه ولا يملك احد عند تجاوز درجة الغليان التحكم بضغط البخار لمنع الإنفجار .
القلق الأوروبي على لبنان ليس كرمى للبنانيين بل هو نابع من مخاطر الإنفجار على الأمن الأوروبي ببعدي خطر توازنات جديدة تنجم عن الفشل الإسرائيلي السعودي في الحرب من جهة وخطر تمدد القاعدة إلى اوروربا نزوحا من لبنان في حال تلقيها ضربة من الجيش السوري أو الجيش اللبناني أو حزب الله أو الثلاثة معا وخطر إتخاذها لبنان قاعدة إنطلاق نحو اوروبا ما لم تتلق الضربة الموعودة .
2013-12-19 | عدد القراءات 3351