كان معلوما سلفا من كلام قائد المقاومة ووضوح رؤياه للتورط السعودي بقرار إحراق لبنان إنتقاما من الهزيمة في سوريا ، أن التفاعل مع دعوات التنبيه التي حملها الكلام لن تلقى التجاوب المطلوب ، فثمة من لم يعد يرى أمامه وقد أعمي بصره وبصيرته بسبب الحقد والغيظ والفشل وضعف القدرة على التأقلم .
كان السؤال البديهي كيف وبواسطة من سيكون الرد السعودي ؟
أن يخرج نواب تيار المستقبل بالتطاول على سيد المقاومة فهذا حدث مرارا وبات ردا اقل من عادي ، لا يعبر عن كيفية تصرف العقلية السعودية العنجهية في مثل هذه الحالات ، أما أن يكون الرد بعمل أمني ، فذلك يعني التورط السريع في اللعب الذي تضمنت رسالة السيد تحذيرا شديد من مخاطر العبث فيه .
إذن الرد السعودي يجب أن يكون اعلى مستوى وأفعل في السياسة من ردود كلامية ليتار المستقبل ، ودون مستوى اللعب بالأمن بما يعني إعلان حرب ، بدا واضحا ان المقاومة لا تريدها لكنها لا تخشاها ، بل تحذر من التعامل معها بقسوة وحسم .
وقع الإختيار على رئيس الجمهورية ليتولى الرد على لسان وزير القصر ناظم الخوري ، الذي خرج يقول أن الرئيس سيشكل في نهاية عهده حكومة أمر واقع ، قال فيها السيد ننصح بعدم التفكير بها ونقطة على السطر إنتهى ، مما يعني أنها ستسقط قبل ولادتها ، وحكومة نهاية العهد ليست هي حكومة الوحدة الوطنية التي نصح بها السيد ، مما يدل بوضوح على إدراك الرئيس لمعنى كلامه ، كإعلان عن تقدمه خطوط الإشتباك مع المقاومة بالنيابة عن السعودية ، وبما يخرج عن نطاق صلاحيته الدستورية ، فالحكومة التي كان يناط تشكيلها برئيس الجمهورية غداة نهاية ولايته وتعذر إنتخاب بديل ، تنتمي لزمن ما قبل الطائف ، والحكومة التي ترث الصلاحيات الرئاسية في حال تعذر إنتخاب رئيس جديد هي الحكومة القائمة ، والحائزة على ثقة المجلس النيابي ، وهي في حالتنا الراهنة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تصرف الأعمال .
أي حكومة أمر واقع مهما كانت التسميات بشخصيات غير مستفزة وتحوز الثقة البرلمانية ليست إلا لعبة عبث بالبلاد ، فالحكومة ستقابل بالطعن بشرعيتها وتمسك الحكومة القائمة بصلاحياتها الدستورية ، ورئيس الجمهورية يعرف ذلك جيدا .
الكلام المحسوب على الرئيس سليمان خطير ويهدد السلم الأهلي ، و يعني التطوع لخوض معركة السعودية مع المقاومة ، وهذا يعني دخول لبنان مرحلة شيدة الخطورة، يبدو أن التمديد فيه لرئيس الجمهورية سيطرح من باب المقايضة مع حكومة ربع الساعة الأخير من الولاية الرئيسية .
2013-12-21 | عدد القراءات 1618