يتسارع الوقت وصولا للموعد المقرر لعقد مؤتمر جنيف للحل السياسي للأزمة السورية وكلما إقتربنا من الموعد يبدو جنيف وقد صار موعدا لإلتقاط الصورة التذكارية وإعلان النجاح للمنظمين وليس نجاح المؤتمر .
معيار نجاح المؤتمر كما كان مقررا ومنتظرا هو قدرته على وضع حجر الأساس لإنتقال سوريا من دوامة العنف إلى البحث عن صيغة سياسية يتوافق عليها المعنيون للخروج من الأزمة تترجمها حكومة جديدة تحضر لإنتخابات نيابية بالتالي دستور جديد وإنتخابات رئاسية على اساس الستور الجديد وقد تضمنت مبادرة الرئيس بشار الأسد وحدها خارطة طريق صالحة لتشكيل مسودة عمل المؤتمرين في جنيف .
لقد تضمنت المبادرة أربعة مراحل الأولى تتضمن الأولى وقف تدفق المال والسلاح والرجال عبر الحدود ووقف الحملات الإعلامية التحريضية على العنف والقتال و بالتالي وقف التدخلات الخارجية التي تشكل عنصر تسجيع على القتال والمرحلة الثانية هي وقف القتال وخروج المجموعات المسلحة من ميادين المواجهة والمرحلة الثالثة حكومة توافق وطني بين الأطراف السورية تتولى بقوة التعبير عن إرادة السوريين الخروج من دوامة العنف التحضير لإنتخابات نيابية جديدة و إنجاز مصالحة وطنية وحل الميليشيات وتسوية أوضاع المسلحين و وضع دستور جديد يطرح على الإستفتاء و المرحلةا لرابعة هي الإنتخابات الرئاسية الجديدة على اساس الدستور الجديد وبدء الإعمار وإنتخابات نيابية جديدة وبعد كل ذلك حكومة جديدة والإنطلاق في تطبيق الإصلاحات .
الواضح ان جنيف تعقد على خلاف ذلك فالدول المتورطة بالحرب لا تسمع شرطا مسبقا للمشاركة إسمه وقف التسليح والتمويل والتعبئة للمقاتلين أو التعبئة بالإعلام والفتاوى والفريق الذي يجري التحضير لمشاركته بالمؤتمر على مقاعد المعارضة لا يملك لا وقف النار ولا سحب المسلحين و لا القدرة على المشاركة بالمصالحة الوطنية ولا المصلحة بإنتخابات يعرف سلفا أنه لا يحصد فيها أصواتا تكفي ربما لنيل بضعة مقاعد نيابية .
الأطراف التي تملك السلاح والتي تستولي على مواقع عسكرية وتملك قرار القتال بوجه الدولة السورية وجيشها واجهزتها الأمنية بات ثابتا أنها اطراف لا مكان للحوار والحل السياسي في قاموسها و صار القتال للقتال مشروعها بلا أمل سقف مرتفع عنوانه الحل العسكري ولا حد أدنى عنوانه الحل السياسي .
سينعقد جنيف ليحتفل المنظمون بنجاحهم وسيبقى النجاح الذي ينتظره السوريون في مكان آخر هو حيث يضع الجيش السوري خططه لإسترجاع المناطق المخطوفة من قبل المجموعات المسلحة .
في وقت ما بعد الحسم الميداني سيبقى للحل السياسي مكان وستبقى مبادرة الرئيس الاسد المسودة الواقعية لهذا الحل .
2013-12-22 | عدد القراءات 3961