الأحداث التي شهدتها بلدة الصويري البقاعية بين عائلة شيعية وأخرى سنية توحي بحجم الإحتقان الذي جرت صناعته بين اللبنانيين تحت تأثير التحريض المذهبي والخطاب السياسي المتشنج ووجود إرادة سياسية تريد أخذ لبنان للخراب .
جرس الإنذار الذي اطلقته الحادثة كشف عقم المعالجات الأمنية بغياب بوليصة تأمين سياسية متينة فعندما يستعصي خلال يومين متتاليين على القوى الأمنية إعادة الأمن لبلدة وإثر خلاف بين عائلتين ماذا يمكن ان نتخيل إذا ما إنفجر خلاف شبيه في منطقة متداخلة مذهبيا اشد إتساعا في الجغرافيا والسكان وأشد إلتصاقا بمكوناتها بالقوى السياسية الوازنة داخل الطائفتين الشيعية والسنية .
الأساس الذي يجب الإعتراف به أن ثمة من يريد لهذا الإنفجار الطائفي أن يقع ويراهن عليه لمحاصرة المقاومة وإستنزافها بجبهة داخلية واسعة جغرافيا تهدد بتقطيع أوصال المناطق بعضها عن بعض بما فيها خطوط حركة المقاومة و إمداداها ويتقاطع في هذا كل الراغبين بإضعاف دور حزب الله في سوريا رهانا منهم على حجم ونوعية هذا الدور والتاثير الذي يتركه إشغال حزب الله على التوازن الحاكم للصراع العسكري في سوريا وعلى رأس هؤلاء تقف السعودية و الجماعات التي تعمل تحت لوائها من اللبنانيين من تيار المستقبل إلى القاعدة وما بينهما من الجماعات السلفية والجماعة الإسلامية وسواها من المفردات .
بالمقابل تقف إسرائيل على ضفة الإنتظار لمتابعة وتزخيم هذه الفتن والسعي لتعميم نيرانها أملا بتغيير معادلات القوة التي تحكم وتتحكم بقرار الحرب لتدرس وتتبين ما إذا كان ثمة تغيير جوهري يمكن البناء عليه في قياس توازن الردع الذي يجعلها تصرف النظر عن التورط بالحرب أم أن التغييرات جديرة بالتوقف عندها كعلامات فارقة لمرحلة جديدة يصير فيها قرار الحرب ممكنا ؟
على ضفة ثالثة يقف المعنيون بالإستحقاق الرئاسي والذين يعتبرون قوة تحالفات حزب الله عقبة أمام طموحاتهم سواء كانت هذه الطموحات وصولا للرئاسة على طريقة العام 1982 او كانت خلق توازنات تتيح التوافق من موقع فرض مرشح شبيه بالرئيس الحالي او التمديد له في أسوأ الأحوال .
المقاومة المعني الأول بما يجري تتابع بالتفاصيل الدقيقة وتحلل المعطيات لفرز العفوي عن المبرمج وتملك جهوزية التدخل عند الضرورة إذا ما تبين أن ثمة من يراهن على تغيير المعادلات بقوة إستغلال حرص المقاومة على منع الوقوع في الفتنة فعند هذه الحالة يكفي ما قاله السيد رسالة لمن يريد أن يفهم أن لا تلعبوا معنا وغن كنتم تريدون حربا فقولوها و صاحب الرسالة لم يطلقها من فراغ ولا رماها في الهواء.
2013-12-23 | عدد القراءات 3102