الميلاد ونفاق الغرب - مقدمة نشرة اخبار توب نيوز - 24-12-2013- ناصر قنديل

الغرب الذي قام بغزو بلاد الشرق طوال ألف عام لعدة مرات تحت شعار حماية الوجود المسيحي والمقدسات المسيحية هو الغرب نفسه الذي نستدعيه لقفص الإتهام هذه الليلة في عيد ميلاد السيد المسيح .

حمل هذا الغرب الصليب الذي رفع عليه جسد المسيح شعارا قبل ألف عام لغزو سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وسمى حروبه بالصليبية وقبل قرنين قام نابليون بغزو مصر وفلسطين بإسم حماية المقدسات وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية دخلت القوات الغربية بلادنا تحت شعار حماية الوجود المسيحي وكانت قد أرسلت أساطيلها إلى لبنان قبل مئة عام ونيف تحت شعار حماية المسيحيين .

يجلس هذا الغرب اليوم على كرسي الإعتراف وفي وجهه تساق الحقائق التي تكشف نفاقه فلم تتعرض المقدسات المسيحية ولا تعرض الوجود المسيحي لخطر الإقتلاع المنهجي بمثل ما يتعرضان اليوم .

تحت مظلة الإحتلال الأميركي للعراق المشرعن كقوات إنتداب بموافقة أوروبية في مجلس الأمن الدولي هجر وذبح مسيحيو العراق ودمرت كنائسهم وزالت مع رحيلهم  آخر ملامح حضارة عمرها ألفي عام من التراكم الأشوري والكلداني .

تحت رعاية الغرب الأوروبي ولاحقا الأميركي قامت إسرائيل ولا زالت بتهويد القدس و إختلال الكنائس وتهجير المطارنة والرهبان ووصلت نسبة مسيحي فلسطين لسكانها إلى واحد من عشرة مما كانت عليه قبل الإنتداب البريطاني وقيام إسرائيل .

اليوم تشرعن إسرائيل كدولة يهودية من قبل هذا الغرب نفسه بما يعنيه ذلك من شرعنة إقتلاع وتهجير مسيحي النقب والجليل والناصرة وبيت لحم والقدس كي تبقى إسرائيل الدولة اليهودية .

الأخطر ما يرافق الحرب على سوريا من نفاق غربي مزدوج فمن جهة يقف هذا الغرب ضد الدولة السورية التي لم يعد موضوع نقاش أنها الحامي للعيش المتعدد الديانات في سوريا والضامن لوحدة الجغرافيا السورية ويقدم هذا الغرب بكل وقاحة كل الدعم السياسي والديبلوماسي والتسليحي للميليشيات التي  تخطف المطارنة وتدمر الكنائس وتهجر المسيحيين وتحتجز الراهبات ومن جهة مقابلة يقف الغرب داعما للسعودية التي تقود الفكر الوهابي وتعممه و تنظم الميليشيات المنضوية تحت لوائه والتي تعمل تقتيلا وخرابا في سوريا ومسيحيها خصوصا .

آخر مبتكرات النفاق الغربي تجاه السيد المسيح وأبنائه في عيد ميلاده هو سعي الدول الغربية لدعوة الجبهة الإسلامية إلى مؤتمر جنيف وهي التي دخلت إحدى مكوناتها إلى معلولا وخربت فيها ونهبت وقتلتوأحرقت وإختطفت فيما مكونها الاخر تولى القتال والقتل في صدد الحاضرة المسيحية التاريخية ويتباهىمكونها الثالث بإرتكاباته في عدرا وقصفه للقصاع وباب توما وهكذا يتعرض الفا عام آخرين من التراكم الحضاري السرياني و الارامي للإتلاف .

كما إقتلعت الكنائس المسيحية ورهبانها ورعيتها قبل الف عام مع غزوة الفرنجة للشرق يقتلع المسيحيون وتدمر مقدساتهم بغطاء الغرب المنتمي زورا للسيد المسيح .

لك السلام  في عيدك وعلى أمك السلام يا يسوع المحبة والمغارة ولقدسك الف سلام .

 

 

2013-12-25 | عدد القراءات 4536