منذ بداية مسلسل الإغتيالات التي عرفها لبنان فيالعام 2005 مع إغتيال الرئيس رفيق الحريري ومصطلح الإتهام السياسي يتحول إلى مفردة مرافقة للإغتيالات و المقصود دائما هو قيام اي طرف سياسي بتوجيه الإتهام دون الإستناد لأي دليل أو مؤشر سوى الخصومة السياسي بحيث يصير غير مطالب بتبرير إتهامه بالقول أنا لا أتحدث عن إتهام قضائي فهذا ليس مهمتي بل أوجه الإتهام السياسي حتى يظهر الإتهام القضائي نتائجه
مع تكرار العمليات و طول مدة التحقيقات قبل أن تظهر أي نتائج قضائية ترتبت على الإتهام السياسي نتائج اشد قوة وتأثيرا من الإتهام القضائي وصار السؤال مشروعا عن مبررات التورط بإتهام قد لا يثبت مع العلم بترتيب نتائج عليه يصبح التراجع عنها غالبا مستحيلا حتى لو جاء التحقيق القضائي بإتهام مغاير .
في إغتيال الرئيس رفيق الحريري وجه الإتهام السياسي لسوريا مع اللحظات الأولى لعملية الإغتيال و رتب ذلك حالة من الغضب والغليان والتحريض المحلي والعربي والدولي جعل سوريا تقرر سحب قواتها من لبنان ورتب ذلك مقتل العشرات من العمال السوريين وإنهيار العشرات من الزيجات المشتركة اللبناني والسورية .
جاءت التحقيقات لتغذية الإتهام السياسي ثم دارت نحو سحب أصبع الإتهام وإعادة توجيهه بإتجاه آخر بعدما كان صار ما صار ووقع ما وقع ولا من يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولا هناك من يستطيع مسح الأثار المدمرة حتى بعدما ذهب سعد الحريري إلى سوريا و أعلن براءة سوريا من دم أبيه .
أعيد توجيه الإتهام السياسي نحو حزب الله وسماه البعض بحزب الغدر وترتب على الإتهام فتنة طائفية خطيرة وتحريض مذهبي شوه صورة المقاومة التي أذلت إسرائيل و لم يرف جفن فؤاد السنيورة لمخاطر الإتهام و الخدمة التي يؤديها لإسرائيل
اليوم مع إغتيال الوزير محمد شطح عاد الإتهام السياسي للواجهة مرة أخرى وفي مناخ اشد حساسية وأجواء اكثر إحتقانا و لبنان على فوهة بركان وجاءت بيانات سعد الحريري وسائر قادة تياره وحلفائه تصب الماء في طاحونة الفتنة تحت شعار الإتهام السياسي .
في كل مرة تمت عملية إغتيال كان الإتهام السياسي يكمل تحقيق اهدافها فقد ظهر لاحقا ان إغتيال جبران توينيكان لتمرير إقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمنوإغتيال بيار الجميل لتمرير الفصل السابع بدعم التحقيق وإغتيال وليد عيدو لتمرير تقرير التحقيق بالإتهام وكل ذلك بقوة الإتهام السياسي
الإتهام السياسي هو الإغتيال الحقيقي
القاتل الحقيقي هو الذي يتلقف الدماء ليرميها بوجه طرف يراد إغتياله بقوة الإتهام السياسي الذي تتيحه حرارة الدماء والمشاعر و ما شهدناه اليوم هو إغتيال للوزير شطح لكنه محاولة لإغتيال حزب الله بدماء محمد شطح
2013-12-27 | عدد القراءات 2635