حكاية قوى الرابع عشر من آذار في لبنان مع الإغتيالات كحكاية القط مع لحس المبرد ، عندما ظنه في البداية شيئا يؤكل ، ويمرر لسانه فوقه فيجرح لسانه ، ولنعومة تسننات المبرد لا يشعر بجرحه ، بل بطعم الملوحة على لسانه و يستلذ ، فيما هو يعمق الجرح في لسانه حتى يقصه .
قوى الرابع عشر من آذار منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري وهي تدمن على سياستين الأولى توجيه الإتهام الفوري والمؤكد إلى حد اليقين ضد سوريا والمقاومة بل والسعي لتلفيق أدلة و تجنيد شهود زور وشراء ذمم محققين و تنسيق مع أجهزة مخابرات لتنظيم حملات إتهام و تحميل مسؤولية بأنشطة غير قانونية ومفبركة بحق الفريقين و الأمر الثاني الذي أدمنته هذه القوى هو التفرغ لحشد الحجج والمرافعات لتبرئة كل من إسرائيل والقاعدة من اي مسؤولية عن عمليات الإغتيال .
التدقيق في هذا الأداء يؤكد أن ما قالته هذه القوى عن الدور الرادع لتشكيل المحكمة الدولية لوقف عمليات الإغتيال ثبت سقوطه عمليا و المحكمة شاركت وتابعت و أكدت ذات المنهج الإتهامي لهذه القوى مما يعني ببساطة أن القاتل مرتاح لوجوده خارج دائرة الإتهام .
التدقيق في سياق عمليات الإغتيال يؤكد انها تواصلت وتواصل معها الضرر اللاحق بسوريا والمقاومة معنويا وماديا سواء بالتعقيدات التي اصابتهما على المستوى السياسي والقانوني والديبلوماسي والتي إتخذت من الإتهامات ذريعة لها أو من الشيطنة التي لحقت بصورتهما النقية الخارجة من نصر التحرير في العام 2000 ومن نصر تموز 2006 كقوى عربية ترفع راية العزة والكرامة أو لجهة المناخ المذهبي الذي ترتب على هذه الإتهامات والطابع التحريضي على الفتنة الذي رافقها .
لا يمكن إفتراض فائدة لعمليات الإغتيال في إضعاف فريق الرابع عشر من آذار كخصم لسوريا والمقاومة بينما هو يقوى بعد كل عملية إغتيال و يحقق أرباحا محورها التعاطف وشد العصب والحصول على مزيد من الدعم الخارجي بينما الخسائر تزادا على الفريق المتهم والأهم أن المتهم يبقى متهما بأنه يواصل الإغتيال رغم الخسائر التي تصيبه .
التدقيق ايضا في المشهد المترتب على عمليات الإغتيال والإتهام يوصل إلى أن سرائيل والقاعدة وحدهما يقفان في خانة الربح المطلق بتعميم مناخ الفتنة يحاصر سوريا والمقاومة خصميمهما اللدودين ورؤية فريق الرابع عشر من آذار يقوم بالنيابة عنهما بمهمة شيطنة سوريا والمقاومة ويضاعف القيام بذلك كلما إستهدف بإغتيال جديد .
ثمة احد تفسيرين لهذا المشهد السريالي إما ان قادة الرابع عشر من آذار أو الأساسيون بينهم يعرفون القاتل ومتورطون معه في تنسيق سيناريو أوله القتل وتتمته الإتهام أو أنهم يمارسون لعبة القط واللحس المتلذذ بدمه على المبرد .
هل خطر ببال أحد في هذه القوى ان يتوقف مرة عن هذا الإتهام بعدما ثبت أنه لم يوقف الإغتيالات و التفكير لمرة بإتهام إسرائيل والقاعدة وإنتظار ما إذا كانت الإغتيالات ستتوقف ليس خوفا من الإتهام بل لأن وظيفة الإغتيال المتمثلة بإتهام سوريا والمقاومة تكون عمليا قد سقطت ؟
2013-12-28 | عدد القراءات 3270