المفتي قباني – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز – 30-12-2013- ناصر قنديل

منذ أن تسلم المفتي محمد رشيد قباني مقاليد دار الفتوى وهو محسوب سياسيا على تيار الرئيس رفيق الحريري وتاليا ولده سعد ومحسوب إقليميا على الفريق المقرب من السعودية ولكن الواقف دائما خلف آل الحريري وليس الممتلك لرصيد سعودي خاص وربما يكون صاحب علاقات خاصة في غير السعودية كحال علاقته العلمية والمرجعية بمشايخ الأزهر الذين لا يعترفون بالوهابية مذهبا إسلاميا والشيخ قباني واحد من الذين تعمقوا في دراسة الفقه الأزهري وعلموا وتعلموا وله العشرات من المؤلفات بما لا يسمح له بتسييس كل ما لديه من مواقف شرعية وفقهية ومذهبية .

الكلام عن اسباب مالية لتفسير غضب  الحريري وتياره على المفتي قباني لا يستقيم مع حقيقة كون سلوك الحريري وتياره بالأصل لتحقيق الإستقطاب والتجميع يقوم على تأثير المال والصمت على المخالفات وبالتالي إن صح ما يروى من حكايات فساد في دار الإفتاء فهي من نتاج الحريرية وما يثار منها اليوم هو الوجه الآخر للحريرية التي تبتز من يخالفها بملفات جمعتها له لمثل هذه اللحظة .

فما هي الحكاية إذن ؟

عندما إندلعت الأزمة السورية بدا أن خلافا خفيا يتصاعد بين المفتي قباني وال الحريري وإستطرادا المرجعيات الوهابية في السعودية وما ترويه المصادر المطلعة أن السعودية إعتمدت على الحريري بتكليف المفتي قباني قيادة مجموعة من المشايخ بإتجاهين الأول  نحو الأزهر لإنهاء الحرم على التعامل مع الوهابية كخروج عن الإسلام وتشكيل لجنة كان مشايخ الوهابية يطالبون بها لدراسة فتاويهم وقبول إضافتهم مذهبا إسلاميا سادسا والثاني وهو الأهم التوجه إلى دمشق لملاقاة الشيخ البوطي الذي تربطه علاقة فكرية وفقهية بالمفتي قباني و مشايخ دار الفتوى لمطالبته بإعلان موقف عدائي ضد الدولة السورية  .

الرواية تقول  ان المفتي قباني رفض المهمتين و اكد في نقاش حاد جرى مع الحريري انه يجاري في السياسة ما يشاؤون لكن صورته كعالم ومفكر إسلامي لا يمكن أن يضعها في التداول تلوكها الألسن وتطور التصادم إلى كلام ساقه المفتي بغضب عن الفتن وخطر الشقاق بين المسلمين مما دفع الحريري لإتخاذ قرار القطيعة وبدء تنظيم حملة على المفتي لخلعه بالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي وبقيادة الرئيس فؤاد السنيورة رغم معارضة الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي اللذين نالهما من المفتي قباني في زمنه الحريري الكثير من السهام .

كان الرد الأول للمفتي إستقبال السفير السوري في لبنان وإنكسرت الجرة وتحول الصراع على دار الإفتاء شرطا متتما لا بد منه لإكتمال عناصر التماسك المذهبي في العداء لحزب الله ودفع التصادم معه إلى مستوى تصادم بين منذهبين وهو أمر لا يتحقق طالما دار الفتوى تصر على التمايز وعناد  المفتي يزداد لتأكيد إستقلاليته كمرجعية حريصة على السلم الأهلي والوحدة بين المسلمين ويذهب البعض للقول إن المفتي يوم إغتيال العلامة البوطي أحس ان ثمة من يقول ما متت ما شفت مين ماتوا ؟

الذي  جرى مع المفتي من إعتداء همجي يندى له جبين أي تيار سياسي لم يدفع الحريري والسعوديين لأي مبادرة إتصالوإعتذار وترطيب الأجواء بما يشير انها مجرد الوجبة الأولى من قرار الخلع ولو بتدبير إقتحام مماثل لما جرى أمس لدار الفتوى فبوابة الفتنة هي وضع اليد على دار الفتوى .

2013-12-30 | عدد القراءات 3733