اللبنانيون لا يريدون تصديق ما سمعوه من جدية الرئيس ميشال سليمان في توقيع مرسوم مشترك مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام ترضي الطلب السعودي بإنهاء وجود حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة والتي تصرف الأعمال لأنها تضم بين صفوفها حضورا وازنا لحزب الله وحلفائه ويمكن ان تؤول إليها صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال تعذر إنتخاب رئيس جديد .
ينطلق الطلب السعودي من تتمة لطلب آخر هو عدم تسهيل بلوغ الإستحقاق الرئاسي بأي توافق يؤدي لولادة حكومة وإنتخاب رئيس وبالتالي الإمساك بلبنان بواسطة حكومة أحادية اللون بولائها للرابع عشر من آذار بأسماء تسمى حيادية واسماء توحي بالقرب من الثامن من ىذار ستسقيل فور صدور المراسيم ووجود فرضية قوية بعدم نيل الحكومة الثقة بسبب موقف النائب وليد جنبلاط الداعي للتوافق أو ربما عدم مثولها لنيل الثقة بسس عدم دعوة الرئيس نبيه بري المجلس النيابي للإنعقاد .
الثابت دستوريا أن سليمان يستطيع ان يفعلها وأن تصنيع الهبة الدعائية للجيش اللبناني والبعيدة عن إحتياجاته الحقيقية سواء في مواجهة خطر الإرهاب او الخطر الإسرائيلي جاء لفتح الباب لسليمان ليقدم على الخطوة الحكومية .
لماذا لا يصدق اللبنانيون ؟
ليس لأنهم يراهنون على الحكمة ولا لأنهم لا يصدقون نية الطلاق مع فكرة التوافق ومع فريق المقاومة وسوريا من قبل سليمان فكلا الأمرين ثابت ايضا .
يراهن اللبنانيون على الخجل في قضايا الوطن والخجل لا مكان له في هذه اللحظة المصيرية التي تضع فيها الأطراف كل رصيدها لتثبيت مواقعها .
السؤال لم يعد هل يفعلها سليمان أم لا بل ماذا لو فعلها ؟
الثابت ايضا و ايضا أن فريق الثامن من آذار يحسبها جيدا فلا إقفال المجلس ولا حجب الثقة ولا التمترس في الوزرات وعدم تسليمها سيلغي نجاح الضربة السعودية بالحصول على الحكومة التي تنتقل إليها الصلاحيات الدستورية لرئاسة الجمهورية مع نهاية ولاية سليمان وسيكون الباب مفتوحا للمقاومة وحلفائها لخطوات تعطل المفعول فماذا عساها تكون ؟
إقدام سليمان على الفعلة يعني تحدي قرار سيد المقاومة بقوله لا تلعبوا معنا .
إذن تكون لعبة جيدة بقواعد جديدة قد بدأت تشبه لعبة ما بين عامي 1982 و1984 .
لا شرعية للرئاسة ولا شرعية للحكومة التي شكلت لتناقضها مع ميثاق العيش المشترك وبالتالي ترجمة اللاشرعية برفض المؤسسات التابعة للدولة تنفيذ القرارات الصادرة عنها من البنك المركزي إلى الجيش والقضاء والأجهزة الإدارية والعصيان هنا سيكون مدنيا وعسكريا وما يعنيه ما يفعله سليمان من تعريض لبنان لخطر إنقسامات كبيرة لا يعلم احد مداها .
مخاض خطير وعسير سينتهي بإعلان وفاة إتفاق الطائف والحاجة لميثاق جديد يحل مكانه والمعادلة هي :
عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم .
هناك من يقول أن سليمان يريد أن يفاوض على التمديد بالتهديد .
جواب سليمان فرنجية بالرفض ربما يكون قد وصل .
2014-01-01 | عدد القراءات 6236