التمركزالذي إتخذته داعش لقواتها على الحدود بين سوريا وتركيا من جهة وبين العراق وسوريا من جهة ثانية والعراق والأردن من جهة ثالثة لا يختلف عن تمركز النصرة على الحدود اللبنانية السورية والحدود التركية السورية والحدود السورية الأردنية .
إذن تمركز الحدود ليس عبثا ولا صدفة ولا يعبر عن تكتيك عسكري فالمصلحة العسكرية للفريقين التابعين للقاعدة هي بالتركيز على الوسط وخصوصا محيط العاصمة دمشق والإبتعاد عن خطوط الحدود التي يمكن أن تعرضها لضغط عسكري من الجيش السوري وتضعها بين فكي كماشة مع جيش الدولة المجاورة .
التمركز الحدودي هو تعبير عن إطمئنان داعش للحدود العراقية مع الأردن والحدود السورية مع تركيا أما الحدود السورية العراقية فهي جسر الوصل بين معركتي داعش في العراق وسوريا بناء ركائز دوليتها على جغرافيا البلدين كما يدلل إسمها " دولة العراق والشام الإسلامية " ، وللتذكير فإن داعش ولدت في العرق قبل أن تعلن حضورها في سوريا وليس حضورها العراقي حاجة تكتيكية ولوجستيه لمعاركها في سوريا وهي كانت من قبل تحمل إسم دولة العراق الإسلامية بزعامة ذات قائدها اليوم أبو بكر البغدادي الذي ورث أبي مصعب الزرقاوي .
كذلك التمركز الحدودي للنصرة قرب الحدود السورية التركية والحدود السورية الأردنية هو تعبير عن الإطمئنان للطرفين الجارين لسوريا وهما الأردن وتركيا بينما التمركز على الحدود اللبنانية السورية هو مدى المعركة المشتركة التي تخوضها جبهة النصرة في البلدين كما تقول وقائع إنتشارها في مناطق لبنانية يمتد عليها نفوذها لما هو أبعد من مجرد تخديم معركتها في سوريا ولمن ينسى فالنصرة ولدت في عين الحلوة قبل إندلاع المواجهات في سوريا وظهورها طرفا فيها .
المواجهة مع داعش والنصرة تنطلق بالضرورة بالنسبة لداعش من التنسيق السوري العراقي بينما المواجهة مع النصرة تنطلق من التنسيق السوري اللبناني و بينما المواجهة على الحدود العراقية السورية تلقى التنسيق اللازم ويدخل الأكراد شريكا فيها تعوز المواجهة على الحدود اللبنانية السورية آليات التنسيق اللازمة رغم عزم الجيش اللبناني لكن بسبب غياب الإرادة السياسية للدولة اللبنانية .
عبر الحدود مع تركيا و الأردن ولبنان سيكون الجيش السوري مضطرا لطرد بقايا الجماعات المسلحة إلى داخل أرض الجار الحدودي بينما سيتاح للجيشين السوري و العراقي حماية أمن بلديهما من الخطر .
التعاون الآمن بين سوريا والعراق نموذج قابل للتكرار إن تمكن اللبنانيون من وعي الأسرار .
2014-01-06 | عدد القراءات 5984