يخوض العراق تجربة جديرة بالمتابعة في مواجهة الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة والمستند بصورة أو باخرى بتدخلين مختلفين يتورط فيهما الأردن بالإضافة لكل من الحكم السعودي من جهة والحكم التركي من جهة أخرى والهدف الموحد رغم تباين المصالح السياسية التركية السعودية نحو العراق وفي المنطقة لكن العراق مستهدف بقوة لتفجيره طائفيا
السعودية ترعى العشائر العراقية في الأنبار على قاعدة طائفية وتقدم الأموال ليقوم أبناء العشائر بإنتفاضة سياسية على حكومة نور المالكي المتهمة بالتعاون مع كل من إيران وسوريا الخصمين اللدودين للسعودية في المنطقة و تريد السعودية مرة إيصال رسائل التهديد بالقدرة على التحرك لسوريا وإيران عبر العبث بالنسيج العراقي ومرات تريد الذهاب غلى النهاية في هذا العبث وصولا لتفجير وحدة العراق ولو ان الرادع في نهاية المطاف الذي يشل اليد السعودية هو الخشية من إمتدادالفالق المذهبي الزلزالي إليها فتسقط المناطق ذات اللون المذهبي المناقض للحكم السعودي خارج السيطرة وهي المناطق الشرقية التي يتمركز فيها النفط والتي تطل على الخليج وهما القيمتان اللتان تمنحان السعودية مكانة إستراتيجية في المنطقة ونظرا للتوترات المذهبية المهيمنة وضآلة القدرات والحجم السكاني والجغرافي يصبح بديهيا أن تتحول كل دويلة شيعية ناشئة في المنطقة إلى إمنتداد لإيران بطريقة أو باخرى .
بالمقابل تلعب تركيا اللعبة معكوسة فهي ترعى داعش او ما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية وتعهد إليها بمهمة التمركز على الحدود السورية العراقية التركية لمنع الأكراد من التمدد في لعب أي دور امني أو عسكري يمكن أن ينمو ويتطور ليشكل حالة كيانية تتساند مع أكراد تركيا في تشكيل مادة حركة إنفصالية ذات فرص جدية للتحقق و لهذا الغرض تذهب داعش في لعبتها داخل العراق للعبث الأمني تحت غطاء العشائر كما تتخذ من الإئتلاف السوري المعارض ستارة لحركتها والأتراك لا يستطيعون الذهاب بلعبة داعش المذهبية إلى حد تهديد وحدة العراق لذات الإعتبار السعودي فعندما يتقسم العراق على اساس شيعي وسني في الجنوب والوسط سوف تكون الدولة الكردية هي ثالث المواليد وولادة دولة كردية في شمال العراق لن تعني سوى التمهيد لولادة مثلها في الشرق والجنوب الشرقي لتركيا .
عندما بلغ تأزم ما تفعله داعش مرحلة الغليان وقف نور المالكي ليقول للعشائر إما ان تتصرفوا مع الإرهاب وتخرجوه من بين ظهرانيكم وإلا فإن الجيش العراقي سيتصرف و لأن الأميركيين يعاملون حكومة المالكي خلافا لمعاملتهم للحكومة السورية ويعاملون الجيش العراقي خلافا لمعاملتهم للجيش السوري فقد علمت تركيا والسعودية بالمصير الذي ينتظرهما إن تواصلت لعبة الروليتالروسية .
العراق بالذكاء الإستراتيجي لحكومته و بالتعاون مع سوريا وإيران وضع الأتراك والسعودية وجها لوجه يأكل احدهما في لحم الآخر .
نموذج سيكون ممكن التطبيق في سوريا وهو يطبق نفسه تلقائيا لكن شرط النجاح هو التشدد في ربط عقد مؤتمر جنيف بمنع حضور الجبهة الإسلامية الوهابية التي تشكل مفردة في حرب الإرهاب لا تقل سوءا عن داعش .
2014-01-07 | عدد القراءات 5585