ليس من المبالغة القول أن محرك التحالفات والخصومات والتباينات كما محدد المواعيد والمواقف لا يزال ما يجري في سوريا حيث التفاهم الروسي الأميركي أخرج الراعيين الكبيرين للمعادلات الدولية الإقليمية من دائرة التجاذب حول خسائر لا يمكن تحملها وحصر التنافس بحدود تسجيل النقاط المسموحة بين شريكين لا مصلحة لأحدهما بحشر الاخر في زاوية خطرة أو حرجة .
تحت سقف هذا التفاهم يسعى كل اللاعبيين الدوليين والإقليميين إلى ترجيح الحل السياسي لصالح كفته حيث بات واضحا أن الحل في موازين القوى الراهنة يعني ربحا كاسحا للثنائي الإقليمي السوري الإيراني وخسارة مدوية لشركاء الحرب على سوريا وخصوصا إسرائيل و تركيا والسعودية وقطر .
الواضح أن التفاهم السعودي الإسرائيلي قد تم على أساس رمي الخسائر على الكاهل التركي القطري الأخواني والواضح أن التفاهم تم ايضا على ضم فرنسا للحلف السعودي الإسرائيلي بحيث يتمكن هذا المثلث من رسم سياساته تجاه المنطقة وإقامة حساباته في الشراكة مع الأميركي من موقع إمتلاك أوراق التأثير في التوازنات .
مع سقوط الجيش الحر من المشهد العسكري بضربة قاضيه من المكون الوهابي الذي تموله وتديره السعودية والذي إجتمع تحت إسم الجبهة الإسلامية كان لا بد من التساؤل عن مبرر قيام السعودية بهذه الخطوة ومراقبة الخطوات اللاحقة لترتسم ملامح الخطة التي سيجري إنتهاجها كلما تم الإقتراب من موعد عقد مؤتمر جنيف .
جرى بعد ذلك إخضاع الإئتلاف المعارض لعملية فك وتركيب سمحت بتثبيت االسيطرة السعودية على قراره وإخراج المجموعات التابعة لقطر وتركيا من موقع الشراكة فيه و قبل أن تؤدي هاتان الخطوتان لإنهيار المعارضة وسقوط جنيف بالتالي و باليد السعودية تكريس إنتصار الرئيس بشار الأسد بحصر القتال بينه وبين القاعدة كتعبير أحادي عن المشهد السوري بعد إنتهاء مسمى معارضة سورية قامت السعودية بدفع الجبهة الإسلاميةلإعلان الحرب على داعش التي ينظر إليها الغرب بصفتها التعبير الأشد خطورة بين مكونات القاعدة والتي يشكل قتالها وتصفية معاقلها بالتالي نفيا لإلصاق صفة الإرهاب بالجبهة الإسلامية و فتحا للباب أمامها لتكون العصب الجديد الذي تؤسس عليه بنية المعارضة من جديد وتنتزع الدور القيادي للمعارض.
السؤال البديهي هو هل أن المواقف السعودية والفرنسية كتعبير عن الحلف الثلاثي يملك القدرة على تغيير المعادلة وهو التغيير الذي قالت عنه فرنسا انه شرط لدخول التفاوض اي إنعقاد جنيف ؟
الجبهة اإسلاميبة إلى جنيف هذا هو الموضوع وتفاهم فرنسا والسعودية يضمن لكل منهما أهمية في المعدالة مستمدة إلى جانب كونهما قوتان كبيرتان فإن النجاح في تبييض الحبهة الإسلامية يزيد حجمهما .
السؤال يتوقف على جواب واشنطن التي لا يزال موقفها مرهونا بموقف روسيا التي تتابع الموقف السوري و لا تستطيع تجاهله وهو موقف يرفض الحديث عن إرهاب متطرف وإرهاب معتدل .
فرنسا تهدد بتسليح معتدلين و السعودية تهدد بالغيا غن جنيف .
هل يمكن لرضوخ واشنطن ان يؤدي ليصير جنبف سوريا في خبر كان ؟
2014-01-10 | عدد القراءات 2369