بنى تيار المستقبل خطابه السياسي منذ بدء الازمة في سوريا على ربط مصير لبنان ومصيره السياسي بالرهان على سقوط سوريا الحكم والجيش والرئيس و تحول سوريا إلى محمية سعودية تركية قطرية أميركية ووضع إعلامه وسياسييه وماله ومناطق نفوذه لتخديم هذا الرهان وصولا لتولي شراء الأسلحة لحساب المجموعات التي تقاتل ضد الدولة في سوريا وإعلان سعد الحريري أنه لن يعود للبنان إلا عن طريق مطار دمشق والمقصود الإشارة لقرب سقوط سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد .
في السنة الماضية رفع المستقبل خطابه العدائي ليصبح حزب الله عدوا وليس مجرد خصم سياسي داخلي يتنافس و يختلف معه فدخلت أوصاف من نوع القاتل والمجرم على بيانات المستقبل تجاه حزب الله .
بعد إستقالة حكومة الرئيس ميقاتي التي كان المستقبل يسميها حكومة حزب الله لم يقم المستقبل حسابا لمشاركة حزب الله وحلفاؤه بتسمية مرشح المستقبل لرئاسة الحكومة وتكليفه بشبه إجماع بل وضع للحكومة العتيدة سقفا عنوانه لا لمشاركة حزب الله إلا إذا إنسحب من سوريا وصارت الحكومة مفتاحا لكل الأزمة السورية فلا حزب الله يمكن ان ينسحب ولا المستقبل يستطيع التراجع .
كل المواجهات التي تخللتها تفجيرات القاعدة بحق المقاومة وجمهورها لم تغير بخطاب المستقبل بل وصل حد إتهام حزب بالوقوف وراء التفجيرات التي طالت الضاحية كما التفجير الذي أودى بالوزير السابق محمد شطح على السواء .
في ذروة الشيطنة والعدائية و لغة الشتائم وقع التفاهم الأميركي الإيراني وقبله تخلت أميركا عن خيار الحرب على سوريا مقابل التفاهم الكيميائي فأطلق المستقبل كذبة هزيمة سوريا وإيران وصدقها وصار ينتظر هزيمة حزب الله وطرح سلاحه للتفاوض وبدلا من أن يحدث ذلك الذي حدث أن السعودية إستشعرت الهزيمة في ملفي سوريا وإيران وسلمت بنصريهما وقررت الإنتقام عبر لبنان وتفجير التفاهمات الكبرى من البوابة اللبنانية الصغرى وسخرت المستقبل لهذه المهمة .
دورة الزمن تكفلت بحرب مخابرات سعودية أميركية سقط فيها محمد شطح و ماجد الماجد وإنتهت بتسليم سعودي بعدم دفع لبنان للإنفجار .
جاءت التعليمات السعودية للحريري بالقبول بحكومة مع حزب الله وهو صاحب شعار لن نجلس معكم على طاولة واحدة ولن نسمح بمنحكم شرعية لوجودكم في سوريا .
أخيرا سيجلس الحريري وما اسماه تغطية مشاركة حزب الله في سوريا سيغطي و بدلا من طرح مستقبل سلاح المقاومة للبحث في أول بيان وزاري سيقبل الحريري ببيان لا يغير شيئا من شرعية السلاح .
ماذا سيقول الحريري لجمهوره الذي أخذه بالكلام الكبير إلى حافة الحرب الهلية ويريده اليوم أن يبارك التفاهمات والتسويات .
نصحكم السيد أن لاترفعوا كثيرا سقف العدائية "و أتركوا للصلح مطرح " وها انتم تدفعون ثمن النصيحة اكثر من جمل ، بل الجمل بما حمل .
2014-01-11 | عدد القراءات 4460