هزيمة مشفقة للسعودية - مقدمة نشرة اخبار توب نيوز - 12-1-2014- ناصر قنديل

الطريق إلى جنيف تحكم كل التطورات الجارية في الإقليم رغم أن المؤتمر إبتدأت فكرته كإطار لجمع الحكومة السورية والقوى المعارضة تحت عنوان البحث عن حل سياسي للأزمة التي يفترض أن جوهرها هو إصلاح نظام الحكم والتوافق على دستور جديد وحكومة إئتلافية تضم جميع القوى والمكونات كمرحلة إنتقالية تسبق حكومة منبثقة من الإنتخابات النيابية والرئاسية وفقا للدستور الجديد .

كشفت تطورات الوضع في سوريا والتخندق الذي جرى حوله دوليا وإقليميا أن الإستقطاب لا يمكن تفسيره على اساس الموقف من شكل النظام في سوريا بين فريق يدعم نظاما قديما يحتاج لٌلإصلاح وفريق يدعم الدعوات الإصلاحية وإلا كيف يستقيم وقوف أشد انظمة العالم تخلفا على المستوى الديمقراطي و الدستوري كحال مشيخات وممالك وإمارات الخليج التي لا تعرف معنى ولا شكل الدستور ولا الإنتخابات ولا الحريات في الضفة التي يفترض أنها ضفة الدعوات الإصلاحية .

سياق المواجهة الدائرة حول سوريا محسوم المضمون والهوية كحرب دولية إقليمية على موقع سوريا في الجغرافيا السياسية للإقليم بين محورين متكاملي الوضوح محور يدور في الفلك الأميركي لإستخدام السياسة والناس والإعلام بديلا للحروب الفاشلة التي خاضتها أميركا و يضع اولويته أمن إسرائيل ويستند إلى الإسلام السياسي الذي يمثله تنظيم الأخوان المسلمين وفي ضفة مقابلة محور الإستقلال الوطني ومواجهة الهيمنة الأميركية والغربية ويحتضن خيار المقاومة للإحتلال الإسرائيلي ويقف خلف المحور الأول التطلع الأميركي لتخفيف خسائر الهزائم وإن امكن تعويضها ارباحا في رسم خريطة آسيا بما يقيد النمو والتقدم في وضع الثنائي الروسي الصيني الصاعد إقتصاديا وعسكريا وسياسيا والطبيعي أن يصطف وراء المحور المقابل كل من روسيا والصين ولذلك كنا أمام محور سعودي تركي قطري مصري ومحور إيراني عراقي سوري لبناني ودارت رحى المواجهة وتوصلت روسيا واميركا للتفاهم على تقاسم الأدوار والمصالح بلا هزائم واضحة لكل منهما ليلقى ظل الهزيمة على المحورين الإقليمين .

بدأت الوقائع تتدفق لتحدد محور المنتصرين إقليميا منذ التفاهم  الكيميائي السوري وتبلورت مع التفاهم النووي الإيراني وها هي تتبلور أكثر مع مشروع التفاهم على حكومة جامعة في لبنان و كانت قد بدأت الإشارات للهزيمة مع رحيل حكام قطر وتبلورت مع خروج الأخوان من الحكم في مصر وها هي  تتبلورأكثر مع تضعضع حكومة اردوغان في تركيا لتقف السعودية وحدها مقابل حلف ينتصر فيه إيران وسوريا والعراق وقوى المقاومة .

باريس قبل جنيف لتحديد شكل الهزيمة السعودية ويبدو ان الخيار يقع على ما يصفه الإيرانيون بالهزيمة المشفقة أي التي يمكن معها حفظ الحد الدنى من ماء الوجه .

يشترك جون كيري وسيرجي لافروف في إختراع السبل لمنع وضع السعودية أمام الحائط والهزيمة الشاملة .

هذا ما سيقرر وضع جنيف وبقائه في موعده ام تأجيله .

2014-01-12 | عدد القراءات 7794