توقيت الحكومة والمحكمة – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز- 15-1-2014- ناصر قنديل

 

مصادر ديبلوماسية واكبت التطورات الإقليمية المحيطة بتشكيل الحكومة الجامعة كضرورة لتوفير شبكة امان لبنانية لمواكبة مناخ التفاهمات والتسويات في المنطقة ، تطرح علامة سؤال  حول التوقيت الذي يحكم ولادة هذه الحكومة لجهة تصاعد وتنازل إيقاع تسارعها مع ثلاثة مسارات تنطلق  في هذه الفترة نفسها ترتبط فيما بينها بقوة و ترتبط بصورة أو باخرى بالحكومة .

تقول المصادر هل هناك من يريد ربط توقيت ولادة الحكومة بمواكبة ما يجري على ساحة المحكمة الدولية التي  توجه الإتهام لعناصر من حزب الله بإغتيال الرئيس رفيق الحريري ويفترض ان تبدا محاكمتهم غيابيا يوم غد الخميس ؟ و بالتالي  هل هناك من يرى في إنطلاق أعمال المحكمة ما يضع في رصيده ورقة تفاوض إضافية تحسن وضعه في الشأن الحكومي ؟ أم أن المناقشات التي بدأتها هيئة القضاة في المحكمة تحت عنوان البت بالخلافات بين الإدعاء والدفاع حول ضم ملفات التقاضي والتأخر في تسليم الأوراق سيؤدي لتأجيل مسارها المقرر وربما لا يكون ذلك سوى مخرج قضائي لقضية هي بالأساس سياسية بإمتياز ، بعدما بدا أن المحكمة منذ إنطلاقتها هي واحدة من ادوات الضغط على المقاومة ووسائل حصارها وإستهدافها و تتربط حركتها دائما بالإيقاع الذي يحكم العلاقة بمحور المقاومة مع الغرب بين المواجهة والتسويات .

تضيف المصادر أن توقيت المحكمة ليس منفصلا بالأصل عن توقيتين مترابطين بالفريق اللبناني الأساسي الذي رفضت الحكومة الجامعة لمحاصرته اصلا وهو حزب الله ، والتوقيتان هما موعد إنعقاد مؤتمر جنيف الخاص بسوريا ومن سيحضره على مقاعد المعارضة في ظل الإرتباك الكبير الذي يعصف بالإئتلاف المعارض من جهة ، و التطورات التي تشهدها حرب داعش والجبهة الإسلامية التي تراهن السعودية عليها كحصان لجنيف من حهة اخرى .

و برأي المصادر ان حلم المقايضة بين تسهيل ولادة الحكومة بإنتقال السعودية من الضوء الأصفر إلى الضوء الخضر اي من عدم الممانعة إلى الحماسة والتشجيع ، لا يزال يرتبط بأمل نجاح الجبهة الإسلامية بتحقيق إنجازات وازنة وحاسمة على حساب داعش تسمح برفع اسمهمها كمرشح لحضور جنيف فيصير التسهيل مقابل التسهيل .

المصادر تتساءل عن مدى هذا الربط وجديته في ضوء البرود المفاجئ الذي اصاب خطوط التوتر العالي التي نقلها العارفون يوم أول أمس عن لقاء بري السنيورة ورفعت سقف توقعاتهم ، خصوصا في ضوء ما ظهر من سجادة ممدودة للوفاق الإقليمي واللبناني  حملها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وخصوصا نحو السعودية  ، ونقلها في كل لقاءاته البيروتية ولم تلق حتى الآن أكثر من الكلام المجامل ، لأن المشكلة ليست في القطب العلنية الإيرانية البارزة بل في القطب السعودية المخفية .

 

 

2014-01-15 | عدد القراءات 3226