مهلة 20 كانون الثاني – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز – 17-1-2014 – ناصر قنديل

 

أعلن كل من رئيس الجمهورية اللبنانية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة بتنسيق أو بدون تنسيق ، موعدا لنهاية التداول بمشروع الحكومة الجامعة هو العشرين من الشهر الجاري ، وفيما بدا أن هذه المهلة شيئ من كلمة سر خارجية تريد أن تطمئن لنقل لبنان من دائرة خطر الإنفجار الكبير ، بعد تحذيرات قائد  المقاومة من اللعب واعلان الحرب والذهاب للأمر الواقع وإنهاء كلامة بالنقطة اول السطر ، بدا أيضا انها مهلة دولية تتصل بموعد إنعقاد مؤتمر جنيف في الثاني  والعشرين من الجاري وما ينتظر منه في إرساء قواعد نظام إقليمي جديد .

لكن التساؤل الذي أثارته  المهل هو طرحها بصيغة التهديد لدعاة الحكومة الجامعة عندما إرتبطت بتتمة مضمونها ، ما لم تنجحوا بحلحلة العقد من امامها وتتوافقوا  مع المعارضين لها فسنعود للحكومة الحيادية ، وهي فعليا حكومة الأمر الواقع التي ستفجر البلد .

يصير معنى المهل كما يلي ، ايها المتحمسون لحكومة جامعة اي يا فريق الثامن من آذار إذهبوا لفريق الرابع عشر من آذار وشكلوا معه تفاهما يولد الحكومة الجامعة قبل العشرين من الشهر الجاري ، وإلا فحكومة الأمر الواقع بالإنتظار ، وطالما أن فريق الرابع عشر من آذار من دعاة حكومة الأمر الواقع اصلا فيصير الخطاب لهذا الفريق هو ، ايها الخائفون من الحكومة الجامعة والراغبون بحكومة أمر واقع ليس عليكم سوى تعطيل فرص التوافق  على حكومة جامعة والصمود بالمماطلة حتى العشرين من الجاري ، وستحصلون على ما تريدون حكومة امر واقع وحبة مسك .

الرسالة إذن واحد من امرين إما أنها دعوة للثامن من آذار لدفع التنازلات التي يطلبها فريق الرابع عشر من آذار  كثمن للحكومة الجامعة وتحميله مسؤولية الفشل ما لم يفعل ذلك وينحني ، أو دعوة لفريق الرابع عشر من آذار للتمسك بشروطه التعجيزية للحكومة الجامعة وطمأنته أن حكومة الأمر الواقع لا تزال خلف الباب تنتظر بعد بضعة ايام .

الرئيس ميشال سليمان والرئيس تمام سلام إذا كانا قد إقتنعا بالحكومة الجامعة و تلقيا إشارات خارجية تفيد بتسهيل ولادتها والتشجيع عليها ، مطالبان بموقف  علني يوضح قصدهما من مهلة العشرين من الجاري إذا لم تكن لإبراء الذمة من الفشل بتشكيل حكومة جامعة والعودة للأمر الواقع ، وإذا لم  تكن كلمة سر لمتشددي الرابع عشر من آذار الذين لا يرغبون برؤية الحكومة الجامعة تولد ليبذلوا المزيد من المماطلة والتشدد ، فليميزا الفارق بين مهلة الحث والتحفيز والتشجيع بالقول لو بقيت الإتصالات لحكومة جامعة حتى نهاية العهد فحكومة الأمر الواقع لم تعد واردة ، أو ان يقولا أن مهلة العشرين ليست مهلة إسقاط لمشروع الحكومة الجامعة فالأفضل والممكن ان تولد  قبل العشرين  من الجاري فلماذا تتأخر والبلد يحتاجها ، لكن المهلة لا تسقط  الفكرة ولن تسقطها .

ومع نهاية المهل الحكومية التي يخشى ان تتحول إلى مصدر آمال للمشتغلين على تخريب المناخ  التوافقي ، وفقا لمعادلة "طالما أن السقف لولادة حكومة جامعة هو العشرين من الشهر الجاري فلنصمد وراء التشدد والتصعيد والتعقيد بضعة ايام وبعدها نصبح بحل من مشروع التوافق الحكومي ونربح جولة أخذ البلد نحو جولات الإشتباك الكبير من بوابة  مطالبة الرئيس  ميشال سليمان بوعده ".

مصادر في الثامن من آذار دعت كل المراجع المعنية بتشكيل الحكومة ، إلى الإيضاح ان ما يحددونه من مهل لن يكون تشجيعا للمتطرفين على التصعيد لإفشال مساعي التوافق الحكومية وإنتظار المواجهة بعد إنتهاء المهل ، بل التأكيد ان الحكومة الجامعة هي  خيار وطني  كبير لن يعطله القادرون على الصمود بوجهه حتى العشرين من الجاري ، فالمهلة هنا  هي  مهلة تحفيز وتشجيع وحث و ليست مهلة إسقاط وإبطال ، فلا أحد يحدد مهلة لفعل الخير ويقول سأنتقل بعد المهلة للشر ، ويلوم الشيطان على تعقيد مهلته لفعل الخير لتنفتح بوابات الشرور ؟

 

 

2014-01-17 | عدد القراءات 3328