الحريري الى 2009 - مقدمة نشرة اخبار توب نيوز - 18-1-2014- ناصر قنديل

لم تكن لسعد الحريري مشكلة مع سوريا مفصولة عن مشكلته مع حزب الله فهو لم ينل أذى لا من سوريا ولا  من الحزب يبرر له خوض معركة كسر عظم مع أي منهما و قضية إغتيال والده التي صار عمرها عشر سنوات تقريبا شهدت في تعامله معها ما يؤكد ان السياسة عنده تتقدم عليها كقضية إبن يريد معرفة من إغتال والده والإقتصاص منه وذهب يوظف ماله وعلاقاته وعلاقات والده في خدمة هذه الحقيقة وهذا القصاص .

دخل الحريري في الحملة التي إستهدفت سوريا بتهمة الإغتيال دون ان يكون لديه سبب منهجي سوى الرغبة بالتوظيف السياسي للإغتيال لإخراج سوريا من لبنان عسكريا وإخراجها من معادلته السياسية بقوة الدماءو الغضب والتحريض و هي مهمة في السياسة لها وظيفة ترتبط بمصالح حلف يبدأ من واشنطن ويمر بباريس والرياض  وينتهي بإسرائيل وليس أكيدا انه مع الإنتقام من سوريا لحساب فريق له معها ثأر سياسي يمكن أن يكون الإنتقام قد تحقق من القاتل .

قبل الحريري شهود الزور ومولهم ورعاهم وحماهم لتلفيق التهمة وتأكيدها ضد سوريا وهذا مناف لأي سلوك يقبله إبن يسعى لكشف قتلة ابيه بل هو سلوك مخابراتي ينطلق من السياسة وتوظيف الدم والجريمة لتحقيق مآربها ولو على حساب  دم الضحية وهو هنا والد سعد الحريري ولما صالح الحريري سوريا فعل ذلك وهو يقول أن سوريا بريئة من دم والده فإن كان صادقا فعداؤه لها بعد ذلك ليس نابعا من تهمة التورط بالإغتيال بل من السيسة الصرفة وإن كان يكذب خدمة للسياسة فهو يقول ان المصالح السياسية فوق دم والده وأنه مستعد للتبرئة ولو كان متيقنا من التورط بالجريمة كما هو مستعد لتجريم البريئ إذا إستدعت السياسة منه ذلك .

مع حزب الله السيرة  لا تختلف كثيرا سواء بالتبرئة يوم إتهم سوريا أو بالإتهام يوم برأ سوريا و دائما لم تحدد التبرئة ولا حدد الإتهام بورصة العلاقات مع حزب الله فكم من مرة عاداه وهو يبرؤه وكم من مرة صالحه وحالفه وهو يتهمه وها هو اليوم يتحدث عن حكومة غئتلافية مع حزب الله من أمام باب المحكمة الدولية التي يحاكم فيها الحزب بتهمة التورط بالإغتيال و الحريري قبل أيام كان يقول لا حكومة مع حزب الله قبل خروجه من سوريا وقبل تسليمه المطلوبين للمحكمة .

كذلك خاصم الحريري سوريا بتهمة تضامنها مع حزب الله وخاصم حزب الله لتحالفه مع سوريا كما صالح سوريا لأجل علاقته بحزب الله وصالح حزب الله لعلاقته بسوريا وفي الحالتين مرت مراحل كان فيها الإتهام وكانت فيها البراءة .

اليوم يقرر الحريري مصالحة حزب الله بإعلانه الصريح عن حكومة إئتلافية مع الحزب وهذا كلام في السياسة  يعني ان الحلف الذي ينتمي إليه الحريري قد انهى مرحلة المواجهة مع سوريا و حزب الله .

الحريري يفتتح بالمصالحة مع حزب الله مصالحته الكبرى مع سوريا إن قبلت منه أوراق الإعتماد .

الحريري عائد إلى العام 2008-2009

 

2014-01-18 | عدد القراءات 5251