كلام الرئيس بشار الأسد امام الوفد الروسي عشية إكتمال التحضيرات لإنعقاد مؤتمر جنيف الخاص بسوريا / يتعدى مناسبة اللقاء على أهمية المستوى الذي يضمه الوفد من شخصيات برلمانية و دينية وإجتماعية روسية .
كلام الأسد يختار الوفد الروسي و توقيت عشية جنيف / ليطلق رسالة منتقاة تنقل النقاش والتفكير بمؤتمر جنيف من النطاق الضيق الذي يحاول البعض وضعه في إطاره / إلى حيث ترى سوريا أن البحث يفيد .
المؤتمر ترعاه الأمم المتحدة والدولتان الأعظم في العالم روسيا وأميركا / و تحضره ثلاثون دولة منها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي / وجيران سوريا وآخرون / فهل هذا الحشد لمجرد إدارة حوار يسلم الجميع أنه يجب أن يكون بين السوريين دون تدخل أجنبي في شؤونهم ؟
لا الحوار بين السوريين سيكون ممكنا إختصاره بحوار الحكومة مع من يمثلون المعارضة في جنيف / وهم بعد النكسات السياسية والعسكرية التي أصابتهم أقل من ان يختصروا المعارضة التي كانوا يمثلونها قبل سنة / وبين السوريين معارضات كثيرة لا يمثلونها قبل وبعد ما اصابهم / و بين السوريين من لا ينتمون للموالاة ولا للمعارضة / وبالمقابل وقف العنف لا يملكه جنيف بغياب قدرة ممثلي المعارضة على إمتلاك القرار العسكري حيث يفترض .
إذن ماذا سيفعل جنيف ؟
يجيب الرئيس الأسد دون أن يسمي جنيف بالقول :
"وجوب الوقوف بشكل صارم في وجه الحركات التكفيرية والإرهابية / ووجوب قيام تحالف دولي لضرب الإرهاب / وتحالف اسلامي لضرب الوهابية / لأن المشكلة في العلاقة بين الاديان هي الوهابية التكفيرية"
الرئيس الأسد يرسم لجنيف إستراتيجية تنطلق من الجواب على سؤال / ما هي المهمة التي تبرر وجود هذا الحشد الدولي إذا لم يكن مساعدة السوريين على مواجهة الافة التي تتهددهم ؟ وإذا لم تكن مساعدة العالم لنفسه لتفادي الأضرار المترتبة على تجذرهذه الآفة في سوريا وتمددها إلى دول الجوار ؟
الآفة هي الآرهاب والحركات التكفيرية / وجذرها الوهابية / و مواجهتهما تستحيل دون جهد عالمي جبار بحجم من يحتشدون في جنيف .
ليست قضية العالم ودول الجوار الحد من الاثار الناجمة عن نزوح أعداد من السوريين من بلدهم / و جمع المال والمساعدات بذريعة مساعدتهم .
باب الحوار بين السوريين وأمن سوريا وحل قضية النزوح وتخفيف آذاها على السوريين وغيرهم / و وقاية العالم ودول الجوار اولا / من النار التي تنهش جسد سوريا / كله يبدأ من إنخراط حضور جنيف بجبهة عالمية لمكافحة الإرهاب .
تللك هي المهمة وذلك هو التحدي .
2014-01-20 | عدد القراءات 2146