الحريري و تفجير الضاحية - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 21-1-2014- ناصر قنديل

تفجير الضاحية الجديد هو تتمة لمسلسل بدأ منذ متفجرة شارع معوض قبل خمسة شهور والفاعل واحد والهدف واحد فالأمر يتعدى مشروع الفتنة وقد صارت المشاورات لتشكيل حكومة جامعة صمام أمان وبوليصة تأمين لتخفيف الإحتقان الطائفي والمذهبي و ضبط الفوضى التي يمكن ان تنجم عن اي حادث أمني و الحد من تداعياته على الشارع .

التفجيرات صارت إستراتيجية لا تتأثر بتطورات الوضع في سوريا الذاهب هو الآخر إلى طاولة التفاوض في جنيف وهي طاولة قد تحتاج تفاوضا على صفيح ساحن لكن لا وظيفة يؤديها هذا التفجير في تزخيم التفاوض أو رسائل يوصلها لمائدة المتفاوضين .

التفجير في خلفية ما سبقة والإصرار على مواصلته هو ترجمة لقرار حرب سعودية على المقاومة وجمهورها لا يرتبط بحسابات السياسة ولا بإيقاع التفاوض ففي السعودية مرجعية امنية هي بندر بن سلطان تنفذ الأجندة الإسرائيلية منذ زمن تفجير بئر العبد الذي إستهدف العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله قبل ثلاثين عاما .

حرب إسرائيلية بالواسطة على البيئة الحاضنة للمقاومة لا وظيفة سياسية لها فهي عمل حاقد في مضامين التعبئة لمن يجري نحرهم لتنفيذ هذه الهجمات و حساب حقد لما فعلته المقاومة في نصريها على إسرائيل وتداعياتهما على مكانة الحكام العرب بعيون شعوبهم وتصفية حساب عقابي مع جمهور يحب المقاومة وسيدها ويواكب بالتضحيات خياراتهما وخصوصا بالتاثير الذي ترتب  على إنخراط حزب الله في الدفاع عن سوريا وما تعتبره السعودية التسبب بخسارة حربها هناك .

الحرب تتخذ للمرة الأولى من بيئة لبنانية أخرى وقودها الإنتخاري  هي البيئة التي شحنها تيار المستقبل بالعصبية المذهبية وروح العداء للمقاومة وشرع ابوابها امام التيارات التكفيرية بوهم إقامة توازن عسكري بوجه حزب الله بعد فشل ميليشياته في السابع من ايار عام 2008 بالصمود أمام الحزب و جاءت الحرب على سوريا والقيادة السعودية لها لتحول الأمر إلى ابعد من مجرد فتح باب وتوفير مناخ فتورطت جماعات المستقبل بتجنيد المقاتلين وشحنهم إلى سوريا كما تورطت بإحتضان جماعات أحمد الأسير .

لا يستطيع تيار المستقبل المشاركة في حكومة إئتلافية مع حزب الله وهو يواصل خطاب التصعيد على سياساته كما فعل الحريري في حواره مع تلفزيونه ولا كما يعلق  نوابه على التفجيرات بالإدانة اللفظية والعودة لنغمة سحب حزب الله لمقاتليه من سوريا بما لا يخفى انه ذات الخطاب الذي تحمله بيانات المجموعات التكفيرية بعد كل تفجير .

تيار المستقبل مطالب بموقف واضح عنوانه الصمت عن حزب الله والكف عن إنتقاده والإعتراف بظاهرة التكفير وحجمها في بيئته الشعبية وممارسة جهد حقيقي لحصارها ورفع الغطاء عنها وتقديم المعلومات عن رموزها لملاحقتهم بدءا من الذي يأويهم أشرف ريفي تحت عنوان حماية محاور طرابلس و إلا فالدماء برقبة سعد الحريري .

2014-01-21 | عدد القراءات 2597