الوقت الفاصل عن مؤتمر جنيف يعد بالساعات والدقائق بحجم تدفق الأحداث المتسارعة التي تتواتر / وستتواتر كلما إقترب موعد الإنعقاد / فالمؤتمر محطة مفصلية على مستوى المنطقة والعالم في إرساء قواعد نظام إقليمي جديد تتحدد فيه الحجام والأوزان .
الحل السياسي السوري سيكون حاضرا بصفته الحجة التي تبرر لهذا الحشد الدولي والإقليمي / للحضور والتجمع بغرض تصفية آثار حرب عالمية عصفت بالشرق الأوسط وكانت سوريا ساحتها الأساسية / والتفاهم على قواعد تفاوض طويل سيرسي أسس نظام يدير الإستقرار في هذه البقعة الإستراتيجية من العالم / حيث تتقاطع خطوط المصالح الكبرى وخيوط الحسابات الأكبر منها .
سيبقى للحل السياسي السوري نافذة / هي بحجم ما تمثل القوى التي ستحجز مقاعد المعارضة / و مدى أهليتها وقدرتها على المشاركة في وقف العنف ومحاربة الإرهاب / والدخول في صياغة جدية لتفاهم سياسي ينتهي بالإحتكام لصناديق الإقتراع .
هنا تكمن اهمية ما قاله الرئيس بشار الأسد في التوجيهات التي أعطاها للوفد الذاهب لتمثيل سوريا في جنيف / و في المقدمة " ان أي شيئ يتم التوصل إليه في جنيف لن يكتب له النجاح ما لم يحظ بقبول الشعب السوري "
إذا كانت هذه هي النافذة التي يفتحها جنيف للحل السياسي / فإن باب جنيف سيبقى على ما أكد الرئيس الأسد للوفد الذي كلفه الذهاب إلى جنيف " الضغط على الدول الداعمة والراعية له بالامتثال للمواثيق والقوانين والشرائع الدولية / التى تجرم كل من يقدم اى شكل من أشكال المساعدة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية."
جنيف كإطار لنظام إقليمي جديد ومؤتمر عالمي لمكافحة الإرهاب / لا يستقيم بلا مشاركة إيران / ولهذا تجاوزت الدعوة التي وجهها إليها امين عام الأمم المتحدة برضا ضمني أميركي / لا يخلو من التغاضي / وتبني روسي علني ومباشر / ولهذا تبدو الإعتراضات السعودية والفرنسية والإئتلافية فقاعات صابون / لو رافقتها إدعاءات تعليق المشاركة التي ستذلل كما أكد وزير الحاريجة الأميركي ثقته كما كل مرة / وكانت في محلها / بان الإئتلاف سيحضر / ولو رافقها إغلاق الأجواء الفرنسية بوجه الطائرة التي تقل الوفد السوري / فالأجواء تغلق في حالة واحدة وهي وجود توافق على إلغاء المؤتمر او تأجيله / ولا يبدو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بحجم إدعاءاته / ولا يدبو أنه جزء من الجغرافيا السياسية التي تتشكل حول جنيف و عبره ومكانة سوريا فيها / بعدما صار منذ زمن خارج التاريخ .
2014-01-21 | عدد القراءات 2169