إنقاذ جنيف – مقدمة نشرة أخبارتوب نيوز – 23-1-2014- ناصر قنديل


المناخات التي سيطرت على جلسة افتتاح المؤتمر الدولي حول سوريا المنعقد  في مونترو والذي يستأنف جلساته المغلقه للحوار السوري السوري غدا في جنيف تؤكد المسافة الفاصلة بين المؤتمر وفرص النجاح من زاوية القدرة على صناعة تفاهم سياسي بين الحكومة السورية والمنتج المعارض المتبنى من واشنطن وحلفائها يترتب عليه تطبيعا في العلاقات الإقليمية والدولية مع سوريا وخصوصا العلاقات بكل من واشنطن والرياض .

الواضح من الموقف السعودي أن العداء المستحكم بالعقل الحاكم هناك لا مكان فيه للإقرار بالفشل في حرب السيطرة على سوريا ولا بالفشل بحرب الإخضاع لسوريا وبالتالي لا يبدو التسليم بنهاية مرحلة وبداية مرحلة تحدد الفاصل بينهما التغييرات التي لحقت بالمناخ الدولي خصوصا منذ التفاهم الكيميائي السوري وبعده التفاهم النووي الإيراني والمعلوم أن ليس في الأفق ما يمكن أن يراهن عليه السعوديون مرة أخرى لتغيير التوازنات الحاكمة لمعادلة الصراع مع الدولة السورية .

الواضح ايضا ان الرهان على تغييرات ميدانية لا تبدو إلا لصالح الجيش السوري في ظل حقائق ما يحققه من إنجازات وإنتصارات متلاحقة منذ أربعة شهور في مقابل المزيد من الهزائم المتلاحقة لمكونات تسيطر في مناطق محسوبة للمعارضة إضافة للتفسخ والتقاتل اللذان ينهشان جسد المجموعات المسلحة المحسوبة تحت يافطة هذه المعارضة .

الواضح ايضا وايضا ان الرهان السعودي على الدخول إلى المعادلة السورية من النافذتين اللبنانية أو العراقية مقفل اميركيا في العراق بالتبني الاميركي لحكومة المالكي بوجه داعش والتساؤل عن جدوى الرهان السعودي على العشائر للنجاح بمفردها بدون الجيش كما هو مقفل في لبنان بالتاكيد الأميركي على ضرورة ولادة حكومة إئتلافية مع حزب الله تمنع الذهاب بالمواجهة في لبنان نحو طريق اللاعودة لإستنزاف حزب الله وإستفزازه في ظل قناعة أميركية بإستحالة مرور الإستفزاز دون رد فعل يغير المعادلات القائمة .

الأميركي تبنى لجلسة إفتتاح المؤتمر الخاص بسوريا سياسة تسليم الدفة للسعودية فاستبعدت ايران رغم نتائج ذلك على التفاهم مع روسيا وعلى الحماسة السورية وحصر تمثيل المعارضة بالائتلاف رغم الغياب الوازن للاكراد وتاثيراته على مفاعيل اي حل و غياب مكونات معارضة اخرى كان يمكن لحضورها ان يوسع قاعدة التمثيل و الفعل لأي تفاهمات متوقعة ومفترضة .

إذن الفشل يبدو حاضرا وبالتالي يصير  السؤال عن جدوى التفاوض المقترح بصورة غير مباشرة بين الحكومة والإئتلاف والمواجهة بين مفهومين لأولويات الحوار مفهوم يراه لإستيلاد هيئة حكم إنتقالية تتولى الصلاحيات الرئاسية يبدو اكيدا انه موضع سخرية الحكومة ووفدها خصوصا في ظل الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري والتفكك الذي تعيشه اامعارضة وعسكرها ومفهوم يرى الأولوية لمكافحة الإرهاب تبدو المعارضة عاجزة عن السير فيه لما يصيبها من جرائه من المزيد من الوهن والتفكك .

إنقاذ  جنيف سيقوم على تأجيل الملف السياسي والتركيز على الملفات الأمنية والإنسانية حيث للإئتلاف قدرة التأثير ولذلك ينتظر إنقاذ جنيف بإتفاق جزئي حول  حلب وإدلب وبعض ريفهما حيث يفترض نظريا ان بعض الفصائل المسلحة تتبع للإئتلاف بإنتظار جنيف الثالث الذي سيعقد في ظل موازين أخرى تتيح الدخول في الملف السياسي بعدما يكون الجيش السوري قد أنهى معارك ريف  دمشق والقلمون وريف حلب وريف إدلب .

 

2014-01-23 | عدد القراءات 4026