التفوق التفاوضي – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 24-1-2014- ناصر قنديل

جولة مفاوضات اليوم الأول بين الوفدين السوريين برعاية الأمم المتحدة /إنطلقت حول جدول الأعمال  وترتيبات التفاوض / و في حصيلة هذه الجولة ربح الوفد الحكومي بالنقاط وأحرج وفد الإئتلاف .

لقد وضع الإئتلاف خط حماية من هجوم سائر فرقاء المعارضة عليه وتخوينه وإتهامه بالتفريط / عبرمطالية الوفد الحكومي بإعلان قبول النص الصادر عن جنيف 1 / منطلقا من إستحالة هذا القبول / وبناء عليه يحتمي الوفد المعارض خلف هذا الشرط / وينال تأييد ومساندة الفرقاء المعنيين بالرعاية / وهم روسيا واميركا والأمم المتحدة .

الوفد الحكومي أبلغ المبعوث الدولي أنه وافق في حينه على جنيف 1 ويجدد موافقته / و فهمه لجنيف 1 يتناسب مع الفهم الذي أعلنه الطرف الروسي / وليس ما يدعيه الطرف الأميركي / وطالما ان جنيف 1 هو تفاهم روسي أميركي وهناك تفسيران واحد روسي وآخر اميركي / فللحكومة السورية أن تتبنى جنيف1 وفقا للتفسير الروسي الذي يقوم على عدم القبول بإعتبار النص مساسا بمقام الرئاسة / وتحديدا لدورها / بل إعتبار هذا الشأن أمر سيادي يخص السوريين وحدهم / سواء عبر الحوار او عبر صناديق الإقتراع/ و جنيف1 وفقا للتفسير الروسي يتبنى النص بصفته دعوة للإنتقال من صيغة حكم إلى صيغة أخرى / بدستور توافقي يعرض على الإستفتاء وتجري على اساسه إنتخابات رئاسية وبرلمانية / وبالتالي معنى هيئة الحكم الإنتقالي هو الصيغة التي يتفق عليها الفريقان للحكم بين الصيغة الحالية والصيغة الناتجة عن الإنتخابات بعد إعتماد  الدستور الجديد / وكيفية توليد هذه الصيغة من خلال الدستور الحالي أو السير بوضع دستور جديد قبل ولادة هذه الصيغة / أمر يعود للسوريين ايضا عبر مفاوضاتهم المباشرة .

وفقا لهذه التفسير الروسي الحكومة السورية وافقت وتجدد موافقتها على جنيف 1 / لكن مشكلة المعارضة التي يحتل مقاعدها الإئتلاف أنها بنت كل شيئ على رهان عدم قبول الوفد الحكومي إبلاغ موافقته على جنيف 1 / فأبلغت رفضها الجلوس في قاعة واحدة مع الوفد الحكومي ما لم يبلغ موافقته على جنيف 1 / وها هو قد فعل / فماذا ستفعل سوى التهرب  من الجواب ؟ كما  حصل فعلا وأعلن ذلك الدكتور فيصل المقداد .

وفقا لهذا التفسير الروسي لجنيف1 وافقت الحكومة السورية / لكن الإئتلاف ربط إعطاء جوابه على الترتيبات الأمنية المقترحة من الوفد الحكومي لمدينة حلب /بإبلاغ الحكومة موافقتها على جنيف1 / وها هي قد فعلت / وهو كان يظن أن رفضها يستر عورات عجزه عن تطبيق المبادرة / فماذا عساه يفعل غير الهروب الآن ؟

الوفد الحكومي السوري كسب بإعتراف أعدائه قبل الأصدقاء / أنه كسب الإفتتاح الرسمي بلا منازع / كمنصة إعلامية فضح فيها المعارضة ورعاتها وداعميها / و ركز هجوما على السعودية والفكر الوهابي / لاقى تاثيرا غير مسبوق في الرأي العام الغربي بعد سنوات من التضييق الإعلامي  على المواقف السورية ، وهكذا برع في حسن الإستثمار لمنصة جنيف / وها هو اليوم يسجل نصر بالنقاط في تثبيت القدرة على تجاوز المطبات وكشف وفضح وفد الإئتلاف ومحدودية وضعف من  وما يمثل .

2014-01-24 | عدد القراءات 3098