تسولت المعارضة السورية ما يكفي من المال والتعاطف من المتاجرة بالمآسي التي جلبتها الحرب الممولة والممنهجة التي طالت سوريا / و مثل كل الحروب طبعا لا تتم المواجهة في البراراي والصحاري بل بين السكان المدنيين والعائلات والمنشآت العمرانية والإقتصادية / فإن أمكن الحديث عن مسؤولية إجمالية عن هذه المآسي فبالتأكيد سيتحملها من وقف وراء قرار الحرب / الذي وصل لحشد الأساطيل الأميركية تهديدا بغزو سوريا وهذا بذاته يكشف حجم قرار الحرب وهوية من يشنها .
في المسؤولية الإجمالية أيضا المعارضة السورية بكل مكوناتها مسؤولة عن هذه المآسي / بدءا من خطاب إدعاء أن عسكرة المواجهات التي قيل أنها بدأت سليمة / كان نتيجة لما اسموه بالقمع الذي لجأ إليه النظام / والذي جاءت التطورات المصرية لاحقا لتوضح السيناريوات المتكررة التي شهدتها سوريا / لكيفية الإندساس بين المتظاهرين وإطلاق النار عليهم وعلى قوات الشرطة / تمهيدا للعسكرة وتبريرها / ويظهر حجم الإستعداد السياسي التركي والقطري والسعودي والفرنسي للتسليح والتمويل وتقديم التسهيلات العسكرية والدعم المخابراتي / أن شيئا ما كان ليجري بهذه السرعة لو لم يكن قد جرى إعداداه وتحضيره من قبل .
رغم ذلك في البعد الإنساني ثمة مسؤولية على الدولة السورية وجيشها وأحهزتها الأمنية / كما في كل المواجهات التي تطال حريات الناس وحقوقهم وأمنهم / ويقع فيها الضحايا المدنيون تحت إنتهاكات لحقوقهم وحرياتهم / او تضيع فيها حياتهم / لكن هذا مختلف عن الإستهداف المنهجي الذي قامت وتقوم به الميليشيات والتشكيلات العسكرية العاملة تحت لواء المعارضة / بإسم الشرع والشريعة والذبح الحلال / أو بإسم إستباحة دم من اسمتهم الشبيحة / وصولا للحصار التجويعي الذي تتعرض له منذ سنة ونصف مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب / أو لأكبر عملية إختطاف جماعية كتلك التي تجري بحق أكثر من خمسين ألف مواطن / هم من بقي محتجزا كدروع بشريه بيد المسلحين التابعين للجبهة الإسلامية / التي يراد تبييض سجلها الإرهابي وهي تحتل وتحتجز وتقتل في عدرا .
المسؤولية الأصلية يجب أن يساءل عنها تاريخيا / كل الذين رفضوا الحوار قبل سنتين ورفضوا كل مسعى للحل السياسي ووضعوا سقفا عنوانه تنحي الرئيس الأسد أووهم الحسم العسكري / وهم يقبلون اليوم الحوار ويعلمون أنهم يفعلون ذلك لأن لا امل بتحقيق اي من تطلعاتهم وأوهامهم وما كان يسمى بشروطهم / فهؤلاء يجب أن يحاسبوا ذات يوم وتعلق لهم المشانق / ويساءلوا لماذا تركتم السوريين يدفعون هذا الثمن الباهظ ما دام ممكنا ان تفعلوا قبل سنتين ما تفعلونه اليوم .
يبقى ان الوفد الرسمي السوري أحسن صنعا بوضع معادلة الوضع الإنساني / من بوابة فك الحصار عن عدرا ونبل والزهراء .
2014-01-26 | عدد القراءات 3549