جيفري فيلتمان الذي تولى إدارة العلاقة الأميركية مع كل من ملفات لبنان وسوريا وإيران لعشرة اعوام / تنقل خلالها بين سفارة بيروت والخارجية الأميركية كمسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وثم كنائب لوزير الخارجية / وصولا لموقعه الحالي كمعاون للأمين العام للأمم المتحدة لتخديم سياسة حكومته / بما يتناسب مع القطيعة بينها وبين كل من سوريا وإيران .
جيفري فيلتمان مرة أخرى يدير ملف العلاقة بلبنان وسوريا / بمثل ما قاد تنفيذ القرار 1559 مرة وحرب تموز مرة أخرى / وصولا لإدارته عبر السفارة الأميركية في دمشق و السفير روبرت فورد خطاب وتحركات المعارضة السورية / منذ تظاهرات حماة و اللقاءات بميشال كيلو وحسن عبد العظيم / وأدار مباشرة فريق الرابع عشر من آذار رغم وجود من تعاقبوا بعده على صفة السفير الأميركي في بيروت
بعدما إنتقلت المواجهة من مرحلة التصادم المصيري والوجودي الذي يجب أن ينتهي كما كان مرسوما بسقوط سوريا وسحق المقاومة في لبنان / إلى التفاوض / وما يتستدعيه من ضغوط وشروط وأوراق قوة / يتولى جفري فيلتمان إدارة الثنائي روبرت فورد وديفيد هِل، لإيصال التعليمات لفريقي الائتلاف السوري المعارض والرابع عشر من آذار اللبناني، بقوة تمثيله للسياسة الأميركية وإدارة ملفاتها رغم ارتدائه قبّعة الأمم المتحدة إلى جانب الأخضر الإبراهيمي في المفاوضات بين الفريقين الحكومي والمعارض .
ديفيد هِل يريد المزيد من الضغوط لتحسين الشروط في تشكيل الحكومة الجامعة مع حزب الله لكن من دون الوصول إلى تطيير فرصتها، والضغوط يجب ان تحجّم هالة التيار الوطني الحر ومهابة زعيمه تحسباً للدور الذي سيضطلع به كناخب مسيحي لا يمكن تجاهِله في الاستحقاق الرئاسي المقبل، خصوصاً في ظل التفاهم الذي أرسى أساسه العماد ميشال عون مع البطريرك الماروني بشارة الراعي .
روبرت فورد يريد المزيد من المهابة للائتلاف الذي ظهر هزيلاً في الأيام التي انقضت من عمر المؤتمر، وتراكمت خلالها خسائره بالنقاط يوماً بعد يوم، بدءاً من خطاب الافتتاح واليومين الثاني والثالث، حيث بنيت استراتيجيته على فرضية رفض الوفد الحكومي لـ«جنيف ـ 1» ليفاجأ بإبلاع الإبراهيمي بقبول الحكومة السورية ببيان «جنيف ـ 1»، ورسم إشارة السؤال الرئيسة حول سبب تبني الأمم المتحدة لتفسير قدّمه أحد فريقي البيان، بينما سورية تتبنى تفسير الفريق الثاني. وانشغل فورد بالبحث عن شبكات الأمان اللازمة لاستباق حضور وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف لجلسة اليوم، وما سيقوله عن حكاية ولادة «جنيف ـ 1»، والخشية من أن يكون مفعولها تتويج الأرباح التي حقّقها الوفد السوري الرسمي، بربح إضافي يخيّم على أجواء الأيام اللاحقة، بينما نجح الوفد الحكومي بربح جولتي الإعلام والملف الإنساني .
جيفري فيلتمان المتهم بالذكاء والخبرة يخسر حروبه وهذه حربه الأخيرة يخسرها كما خسرها مع غيران قبل شهور .
2014-01-27 | عدد القراءات 3793