الوفد السوري في جنيف سينال جائزة الوفد المفاوض بقوة المفاجآت ، فبعد الإنفجار المدوي لكلمة رئيس الوفد في جلسة الإفتتاح ، تتالت المفاجآت ، أولها كانت طلب الجلوس على طاولة واحدة مع وفد الإئتلاف بصورة ادهشت المراقبين ، قياسا بما توقعوه من وحي كلام الوزير وليد المعلم في كلمته اففتتاحية .
في التفاوض تقدم الوفد السوري بمفاجأتين متتاليتني ، لكل يوم مفاجأة ، الأولى كانت وثيقة تتمسك بالديمقراطية والحريات وتدين التدخلات الخارجية والإرهاب التكفيري الوهابي ، و الثانية كانت وثيقة الإدانة لإرسال السلاح الأميركي للمجموعات المسلحة ،التي سبق وقال تقرير للمخابرات الأميركية انها تصل لتنظيم القاعدة .
في المرتين رفض وفد افئتلاف الوثيقة المعروض من الوفد الرسمي ، وفي المرتين كانت فضيحة تبعية الإئتلاف وعجزه عن تمثيل هوية وطنية سورية يدعيها .
كما بني على كلام المعلم في الإفتتاح حساب وخطاب ، عنوانه أن الوفد الرسمي سيرفض التفاوض المباشر ، فوقع الإئتلاف ومن وراءه بسوء التقدير ، وكانت المفاجأة ، وكما بنوا على الوثائق المقدمة إستنتاجا أن الوفد يلجأ لسياسة الإحراج ، ويريد وضع الإئتلاف في وضعية الدفاع لتفادي الدخول في مناقشة وثيقة جنيف 1 ، فصار هجوم الإئتلاف وفقا لم كان الفخ الذي نصبه الوفد السوري الرسمي ، أن يعيد ويكرر ويعيد ويكرر أن القضية كلها تختصر بالقبول بالمناقشة على اساس جنيف 1 ، وان اعتراضاته على الوثائق المقدمة تنطلق من هذا الإعتبار، ليصير إعلان الوفد الرسمي قبوله بالنقاش على اساس جنيف 1 فقرة فقرة ، فخا محكما وقع فيه الإئتلاف ومن وراءه .
تموز سياسي مقارنة بمفاجآت حرب تموز يغتسل فيه بدوش بارد وفد الإئتلاف ، والمفاجآت لم ولن تنته ، حيث بالإنتظار ما يطال تفسيرات جنيف1 وخصوصا تمسك الوفد الرسمي بالتفسير الروسي ، بوجه التفسير الأميركي الذي يتمسك به وفد الإئتلاف ، ولأن النص روسي أميركي ولا تفسير موحد ، فسيضطر الإبراهيمي لإعتبار إعتماد أي من التفسيرين إلتزاما ، ليصير على الحوار تقديم التفسير السوري ، و لأن الأميركيين يعرفون إستحالة أن تسمح موازين القوى التي جلبتهم لمنصة جنيف بعد الفشل في الحروب والحلول العسكرية ، بالحديث عن سقوف من نوع هيئة حكم إنتقالية وإستبعاد او تحجيم الرئيس السوري بشار الأسد ، و يدركون عجزهم وعجز حلفائهم الإقليميين وفريقهم السوري عن تقبل الإعتراف بشرعية إنتصار الرئيس الأسد ، ومشروعه السياسي من بوابة إعتبار الأولولية للحرب على الإرهاب ، وإرتضاء حكومة إئتلافية سورية وفقا للدستور الحالي ، وتحت صلاحيات الرئاسة تشارك فيها المعارضة بحدود حجم ما تمثل في الميدان ، بإنتظار ان تحصل على تمثيل يوازي حجمها في المجتمع عبر صناديق الإقتراع ، لذلك يبدو الحل النموذجي الوحيد بالنسبة لواشنطن هو إدامة الحوار للحوار ، دون التوصل لأي نتائج سياسية ، وصولا لموعد الإستحقاق الرئاسي السوري ، حيث يتم حشد قدرات كل الحلف الذي تقوده واشنطن لمرشح منافس ، وشروط إنتخابية داخل وخارج سوريا بشراكة وإشراف دوليين ، على قاعدة التسليم بفوز الرئيس الأسد ، و إعتبار ذلك مبررا مشروعا للإستدارة بإعتبارها إرادة الشعب السوري ، بعد أن يكون قد وضع لتكريس شرعية النتائج والعملية مجموعة ضوابط ، منها تزامن إنتخابات رئاسية وبرلمانية تمنح المعارضة بما تستمده من تجيير التاثير على اصوات النازحين ، وزنا يؤهلها نيل ما يعادل الثلث المعطل بالمصطلحات اللبنانية ، و لأن الذي يقلق هو واشنطن هو ما سيحدث في الميدان حتى تاريخه في ظل خطط وقدرات الجيش العربي السوري ، ركبت واشنطن مغامرة تقديم السلاح للمعارضة وهي تعلم مخاطر وصوله للقاعدة ، بمثل ما تعلم مخاطر أن يؤدي لإشتعال المواجهة وخروجها عن السيطرة ، لكنها تعتبر بوابة الخروج متاحة دائما عبر إستدراك اي خطر مفاجئ بالعودة إلى جنيف 3 أو 4 أو 5 وهذا هو مبرر عقد جنيف 2 بنظرها ، لفتح السلسلة وليس لإنجاز شيئ بعينه لم ينضج في حساباتها بعد ونكون مع إنجاز سياسي كبير يحصده الوفد السوري الرسمي في كشف الاخرين ونواياهم وقدراتهم وعجزهم وتهافت منطقهم بقوة إنجازات الجيش السوري في الميدان وقوة الأداء المتمكن للوفد المفاوض .
2014-01-29 | عدد القراءات 5871