اللقاء الذي جمع وزيري خارجية اميركا وإيران ليس الأول لكنه الأول من نوعه فقد سبقت إجتماعات مشتركة عديدة مع وزراء خارجية الخمسة زائد واحد و إجتماع واحد على إنفراد لدقائق وهذا الإجتماع الأول الرسمي والمعلن على الأقل .
في ميونيخ إلتقى الوزيران جون كيري ومحمد جواد ظريف وناقشا كما أعلن خارطة طريق للتفاوض حول الملف النووي الإيراني تنتهي في ستة شهور بالتوصل لإتفاق صالح للتنفيذ وخرج الوزير ظريف يقول إن التوصل لإتفاق واقعي ممكن إذا خلصت النوايا وللكلام مدلول إيجابي وشرط موضوعي فالتفاوض بين كيري وظريف وصل لمكان إيجابي والتحفظ على النوايا حيطة إيرانية لا غنى عنها وإلا لسمعنا ظريف يقول إن نظرة البعض وطلباته في الملف النووي الإيراني تتجاوز متطلبات القاتون الدولي وموايق ومعاهدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
الإيجابية في الملف النووي لا تعني نهاية الطريق ولا تعني أنه الملف الوحيد الذ جرى بحثه فرغم تزعم واشنطن حلف المعترضين على الملف النووي الإيراني ورغم أن التفاهم مع واشنطن يؤسس للتفاهم مع غيرها إلا أن لقاء وزيري الدولتين اللتين تدور بينهما حروب كبيرة وصغيرة باردة وحارة طوال ثلاثة عقود وتشكل منطقة الشرق الأوسط المدى الحيوي لكليهما لا يمكن ان يكون تقنيا ولا يتطرق لمحاور الخلاف والتصادم والتفاوض الكثيرة بينهما ولعلنا نستطيع الإستنتاج من كلام ظريف عن إمكانية التوصل لتفاهم إذا أخلصت النوايا إشارة لغير الملف النووي خصوصا ما يتصل بالصراع في سوريا وحولها وعليها والذي تشكل واشنطن وطهران طرفاه المباشران أكثر مما تشكلاه واشنطن وموسكو فهل جرى التوصل لخارطة طريق أشار إليها ظريف ضمنا باتأكيد على مهلة الستة شهور إذا خلصت انلوايا ؟
ماذا بعد ستة شهور بالتمام أي مطلع الشهر السابع غير الإنتخابات الرئاسية في سوريا ولو لم تكن هي المحطة المنتظرة لإرساء التفاهم يصير السؤال معكوسا ماذا لو إشتبكت واشنطن وطهران بسببها هل يعود ثمة مجال لتفاهم نووي ؟
الترابط بين الملفات عائد لكون لكل دولة إستراتيجية لا يمكن التفريط بثوابتها لقاء تفاهمات تكتيكية فلا واشنطن ولا طهران سيكون ممكنا لهما إرتضاء تفاهم على الملف النووي في ظل إشتباك كبير ومصيري حول مستقبل خريطة المنطقة وخصوصا بوابة السلم والحرب فيها التي تمثلها سوريا .
التسوية الوحيدة المتاحة لم تعد جنيف 1 أي التعاون لوقف العنف تميهدا لعملية سياسية فمع من يمكن التفاهم على وقف العنف وقراره صار بيد القاعدة ؟
ولا بالمقابل ستسلم واشنطن بحلف مع الدولة السورية لمحاربة الإرهاب وتدفع حلفاءها للإنخراط فيه جديا قبل تفاهم مع الدولة السورية وإيران على مستقبل المنطقة تحت ظل عباءة التفاهمات الكبرى مع روسيا وهذا يعني شيئا واحدا ان الرئيس بشار الأسد سيحظى بالإعتراف بشرعية ترشيحه وإنتخابه لولاية جديدة ضمن سلة متكاملة للتفاهمات من ضمنها طبعا شروط للعملية الإنتخابية تتيح للغرب عموما والأميركي بصورة خاصة التخلص من عبء المواقف السلبية والعدائية بداعي التعامل مع إستحقاق ديمقراطي عبرت فيه الإرادة الشعبية عن تطلعاتها وواشنطن ستحترم هذه التطلعات ,
جنيف ستارة تجري وراءها مفاوضات أبعد مدى والمعارضة السورية ديكور أمام الستارة لما يجري .
2014-02-03 | عدد القراءات 2787