الدب الروسي - مقدمة نشرة اخبار قناة توب نيوز - 5-2-2014- ناصر قنديل

الروس غاضبون من السلوك الأميركي منذ إنعقاد مؤتمر جنيف فبعد التلاعب بالتفاهم على مشاركة إيران بطريقة يعتبرها الروس نكثا بالعهود و إرسال الدعوة وسحبها من قبل بان كي مون جاء تركيب وفد المعارضة الذي إتفق عليه أيضا أن يضم على الأقل بالإضافة للإئتلاف ممثلين للمعارضة في الداخل وخصوصا هيئة التنسيق برئاسة حسن عبد العظيم  و التحالف الكردي والجبهة الشعبية للتغيير برئاسة قدري جميل وتجرع الروس مرارة حصر التمثيل المعارض بالجزء المشارك من الإئتلاف ليجري تتويج السلوك الأميركي المخادع بالكلمة المفاجئة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري والتي تضمنت مواقف لا تنسجم مع مضمون وشكل الخطاب المتوقع من راع لمؤتمر حوار بين فريقين يفترض أن يتخذ مسافة شبه متساوية بينهما لتشجيع الحوار وإشعارهما بحيادية الرعاة .

إنفض المؤتمر وقيم الروس الأداء الأميركي وسمعوا التبريرات الأميركية للتقلب و الخداع والتي يفيد أغلبها بأن المطلوب كان مشاركة السعودية لضمان مشاركة الإئتلاف من جهة وضمان التغطية التي بدونها يبقى المؤتمر  ناقص الصفة وأن السعودية ما كانت لتشارك لولا ما فعله الأميركيون فيما يسجله عليهم الروس من مآخذ وانه طالما تحقق الهدف وإنطلق المؤتمر فيمكن في الجولة الثانية فعل ما لم يفعل في الجولة الأولى وخصوصا توسيع الوفد المعارض ودعوة إيران .

تقبل الروس الذرائع وعملوا على إختبارها فأنجزوا إتفاقا مع الأميركيين على خطوتين الأولى ذهاب وفد سويسري برسالة روسية مشتركة لإيران لتأكيد الرغبة بحضورها بعدما كانت قناعة الروس أن الأميركيين كانوا يرديون للمشاركة الإيرانية أن تتأخر عن موعد بدء المفاوضات النهائية للملف النووي الإيراني وقد بدأت و تمت زيارة الموفد السويسري لطهران وجرى اللقاء مع الإيرانيين بحضور وفد سوري والبحث يدور حول جنيف وإتفق الروس مع الأميركيين على دعوة قادة الإئتلاف إلى موسكو لمفاتحتهم بتوسيع التمثيل المعارض وتمت الزيارة وجرى الحديث الروسي عن التوسيع فطلب الإئتلاف مهلة للرد .

في الطريق إلى جنيف فوجئ الروس بخطوات تصعيدية أميركية على جبهات عديدة أبرزها العبث في الحديقة الخلفية لروسيا حيث إنفجرت المواجهات في اوكرانيا وصعد الغرب وفي المقدمة أميركا لهجتهم السياسية بما جعل الدب الروسي يبدأ بالتململ والتحسس لوجود ما هو مريب لتأتي الإشارة التالية من السلوك الأميركي السعودي في لبنان بالعودة لنغمة حكومة أمر واقع تطلق مناخا من التصعيد والتوتر سينعكس حكما على الملفات المتعلقة بكل من سوريا وإيران .

صعدت روسا لهجتها الأوكرانية كمقبلات على المائدة وهي تطرح السؤال اليوم هل ما تريده واشنطن هو عقد جنيف كإستراتيجية مضمون للخروج بعد جولة عنف قادمة تضمن عدم تحولها لمواجهة شاملة خاسرة وتستطيع ترصيد نتائجها التفاوضية إن إنتهت لصالحها في كل جولة من جولات جنيف وتستدير عنها إذا فشلت لتعود تفرك كفيها متجاهلة أنها كانت وراءها في حال الفشل ضمن تقاسم ادوار مع حلفائها السعودي والفرنسي والإسرائيلي ؟

2014-02-05 | عدد القراءات 3624