يومان على بدء جنيف بجولته الجديدة و المشهد تكرار لما سبق في الجولة الماضية فالأمم المتحدة لا تبذل ما يسهم في كسر الجليد لبدء تفاوض جدي بل تحاول إنتقائيا نقل ما يمكن من طروحات الوفد السوري الرسمي لإسترضائه شكلا وتتبنى بالعمق مواقف الإئتلاف وأسياد الإئتلاف و تغلفها بكلام يقبل التأويل منعا للفضيحة .
تشكيل هيئة إنتقالية للحكم وردت على لسان بان كي مون كأولوية لجنيف قبل أن ترد على لسان وفد الإئتلاف و بمعايير القانون الدولي هذا يسقط وظيفة الحكم والوسيط النزيه بغض النظر عن الإدعاءات والمرجعيات .
سوريا ليست دولة تحت الوصاية والإنتداب بمعايير القانون الدولي وهي لاتزال دولة سيدة مستقلة تلبي دعوة الأمم المتحدة لمؤتمر وظيفته كما يقول جنيف1 وكما تقول الدعوة المرسلة من بان كي مون هي وقف العنف كشرط للبدء بعملية سياسية إنتقالية و هنا لا يمكن الإختلاف على أن البدء هو بوقف العنف بقدر ما يمكن الإختلاف على مضمون هذه العملية الإنتقالية التي تلي وقف العمف حكما ويصير مقبولا التمايز بين من يقول أن مضمونها هو هيئة حكم إنتقالية أو كما تقول خاتمة جنيف 1 حكومة تشرف على حوار شامل جامع لوضع تعديلات على الدستور وطرحها للإستفتاء العام وإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية على أساس الدستور الجديد ، ويمكن القول ان كل مفهوم هيئة الحكم الإنتقالي يسقطه ذكرها بأسماء أخرى في بيان جنيف نفسه مما يعني باللغة القانونية عدم وجود مفهوم ثابت واضح محدد لا يترجمه إلا مصطلح هيئة حكم إنتقالية بدليل إستعمال مصطلحي حكومة وحدة وطنية في مطلع البيان وحكومة إنتقالية في ختامه وفي كل الأحوال بمثل حالة جنيف 1 وإلتباساته يكون واجب الوسيط النزيه والمحايد دعوة الراعيين اللذين قاما بصياغته لتحديد تفسير موحد بحضور الفريقين السوريين لنقاط التفاهم وصياغتها مع شروحاتها وتقديم الخلافات على التفسيرات المتباينة للمتحاورين مع شروحات كل من الراعيين لفهمه ليترك للمتحاورين البدء بالمتفق عليه و محاولة صياغة تفسير مشترك لنقاط الخلاف .
ما قامت به الأمم المتحدة مخالف كليا لهذا الدور و بعيد كل البعد عن واجباتها و حتى في الملف الإنساني تتبنى رؤية الإئتلاف القائمة على حصر المطالبات بالدولة وتجاهل ما يتطلبه هذه الملف ممن يحملون السلاح من طرف المعارضة وفي المقدمة كانت أمس مجرة معان مثالا .
نجح الوفد السوري الحكومي بوضع مواجهة الإرهاب أولوية تتقدم على العملية السياسية في حواره مع الأخضر الإبراهيمي كترجمة لجنيف كما نجح بفرض البعد الإنساني المتصل بجرائم الإرهاب التي يغطيها و يبررها وفد الإئتلاف .
الإبراهيمي يسعى لتوليفة تقوم على مسارين متوازيين لإدعاء الوقوف في منتصف الطريق بين الفريقين فيقترح جدول اعمال لفريقين يراعي أولوية كل منهما .
مسار سياسي لمناقشة مفهوم العملية السياسية الإنتقالية ومسار أمني لمناقشة آليات وقف العنف ومكافحة الإرهاب .
طبخة بحص ملفقة يعدها الإبراهيمي ستنجح بملء الوقفت الضائع ريثما تحسم أميركا جلب السعودية لخيار السلام ومواجهة الإرهاب او البقاء مع السعودية في خندق الدفاع عن افرهاب وتبنيه ودعنمه لكنها لن تنجح بتجاوز مأزق جنيف .
ليس ثمة الكثير من الوقت والإستحقاقات داهمة وتبدو زيارة أوباما للسعودية آخر فرص إنقاذ جنيف قبل دخوله في خبر كان .
2014-02-11 | عدد القراءات 2465