الجمود في جنيف ينتج حراكا في الميدان هذه هي المعادلة اليت يجب أن يستخلصها وفد الإئتلاف من معارك يبرود اليوم وكل يوم تسقط فيه جولة تفاوض بلا نتيجة ستسقط فيه مدينة من المدن التي يتحصن فيها مسلحون يتخذون الناس رهائن بشرية للمقايضة على حريتهم في جنيف .
العكس ليس صحيحا بالضرورة فلا ضمانة أن الحراك في التفاوض يضمن جمودا في الميدان فمن يضمن ألا يكون الحراك وهميا ومصنعا لشراء جمود الميدان ؟ لذلك الحراك التفاوضي الوحيد الذي يضمن جمود الميدان هو الحراك الحاسم للوصول إلى إتفاق شامل برؤية واضحة وقرار حاسم يحمله الإئتلاف ومن وراءه معا .
المعادلة التي سترتسم واقعيا هي أن الدولة السورية بسبب الجمود المقصود والمبرمج لمؤتمر جنيف وتركه مشهدا ممجوج التكرار وجدت نفسها مضطرة لمراجعة مبدأ المشاركة فما تريد كسبه إعلاميا من جنيف حققته من الجولة الأولى وجلسة الإفتتاح وما تريده لفضح تبعية وهزال الإئتلاف تحقق هو الاخر من الجولة الأولى وما بقي صار تكرارا للفوائد المحققة يقابلها خسائر لجهة تظهير الضعف بعدما ظهرت قوتها في كلمات وفدها في جلسات الإفتتاح والتفاوض والظهور الإعلامي وكأنها معلقة بحبال جنيف ولو تحققت من لاجدوى الإستمرار .
في ضفة مقابلة جنيف هو عملية من ضمن التفاهم الروسي الأميركي على مفهوم الحلول السياسية التفاوضية للمشاكل العالقة وفي المقدمة الوضع في سوريا والروس يحملون مسؤولية العمل لنجاح جنيف وبمنطق التحالفات تسعى سوريا لتقديم عامل قوة لحليفها الروسي بعدم تعطيل المؤتمر ولو صار مجرد لقاءات معلومة النتائج فالعملية التي يشكل جنيف أحد محاورها لا تحتمل اكثر من ستة شهور سقفها سيكون موعد الإنتخابات الرئاسية في سوريا وقبلها بشهرين سيكون بمستطاع الدولة السورية أن تعلن في جنيف نهاية فرص التفاوض على حل سياسي و تتقدم بدعوة الفريق الآخر لدخول التنافس الإنتخابي وتقدم لرعاة مؤتمر جنيف فرصة حل مركب ينهي الخلافات على تفسيرات النصوص الغامضة فالقضية كلها هي تنحي الرئيس الأسد كما يقولون والهدف هيئة حكم تتسلم صلاحيات كاملة وهل أفضل من مناسبة الإنتخابات الرئاسية للواثق من وقوف شعبه معه من المعارضين للتقدم للترشيح ومناقشة أفضل شروط رقابة إعلامية ومدنية وحقوقية تضمن تنافسا متكافئا وتنتهي بنزاهة وشفافية ليضع الإئتلاف يده على الرئاسة وينحي الرئيس الأسد بقوة الصناديق ويمسك دفة الحكم برئيس هو أهم هيئة حكم وفقا للدستور ؟
يومها لن يكون مبرر لتفاوض على غير الشروط المطلوب ضمانها للتحقق من صدقية العملية الإنتخابية .
وفق هذه المعادلة ومعادلة يبرود يستطيع الوفد السوري الحكومي المفاوض حضور عشر جولات تفاوض مكررة ومتشابهة دون ان يرف له جفن .
الدولة السورية ستكون جاهزة بعد ثلاثة شهور لقول وفعل ما يعنيه هذه الخيار وحتى ذلك الحين الجيش السوري في الميدان يكتب جدول اعمال جنيف .
2014-02-12 | عدد القراءات 4820