خرجت الحكومة اللبنانية الجامعة إلى الضوء بعد أحد عشر شهرا من الإنتظار وبعد عشرة شهور من الرفض المطلق من قوى الرابع عشر من آذار لكل مشاركة مع حكومة يشارك فيها حزب الله وصولا للقبول بذلك شرط خروج حزب الله من سوريا و رفض مبدأ الحوار الوطني قبل تحقيق هذا المطلب .
الشيئ الذي لا يحق لأي محلل أن يتجاوزه وهو يناقش ويقيم الحكومة اللبنانية الجديدة هو انها ولدت بعد أن إكتملت تأثيرات ما يجري في سوريا لبنانيا من الرهان على هزيمة حزب الله في معركة القصير التي وقعت بعد ثلاثة شهور من التحضير هي شهور ما بعد تكليف الرئس تمام سلام تشكيل الحكومة وشهور التهديد والوعيد لحزب الله ما لم يخرج من الرهان على نصر القصير ولما جاء نصر القصير تعقدت الحكومة أكثر فقد صار الضغط على الحرب في سوريا وتداعياتها يمر في لبنان من بوابة حزب الله فصارت حملة العزل والحصار الخليجية والأوروبية وفي قلبها لا حكومة مع حزب الله بالمطلق والرهان على تغيير التوزان ا لعسكري حاضر بقوة إستنادا إلى الوعد الأميركي الذي إنطلق من مؤتمر الدوحة بلا عودة للتفاوض والحل السياسي الذي إتفقت عليه موسكو واشنطن قبل إعادة التوازن العسكري لما قبل القصير وصولا إلى حشد الأساطيل الأميركية والإقتراب من ساعة الصفر في شن الحرب على سوريا وحزب الله ضمنا .
فشل خيار الحرب وبدأت التفاهمات من الكيميائي السوري إلى النووي الإيراني والتحضير لمؤتمر جنيف الخاص بسوريا والرهان على تقديم حزب الله على مائدة التفاوض جائزة ترضية إيرانية سورية لحماية النظامين و خاب الرهان وحل مكانه الرهان على القاعدة وما يمكن للإرهاب القاعدي أن يفعله بالمقاومة وجمهورها نزيفا وجراحا يجبرهما على دفع ثمن الحكومة تعديلا للموقف من المشاركة في سوريا فصار الشعار لا حكومة قبل الإنسحاب من سوريا والعمليات الإرهابية ثمرة طبيعية للمشاركة في سوريا .
صمدت المقاومة وجمهورها وبدأ تفكيك شبكات القاعدة فولد الرهان على حكومة الأمر الواقع التي قال عنها قائد المقاومة أنها إعلان حرب وإنتهى نقطة على أول السطر وختم محذرا لا تلعبوا معنا ففهم الأميركيون ورفعوا الكارت الأحمر بوجه السعوديين وولدت فكرة الحكومة الجامعة التي فخخت مرارا ووضعت العصي في دواليبها لتدفيع حزب الله ثمن الحكومة تخليا عن حليفه التيار الوطني الحر واكن الجواب لا ندخل الحكومة إلا وراء حلفائنا و تجمد كل شيئ مجددا حتى بدأت حرب يبرود وإنفجر الغرب خوفا من زحف القاعدة بآلاف المقاتلين نحو لبنان فجاء الإيعاز بإستباق دخول الجيش السوري إلى يبرود بإستعداد الجيش اللبناني لدخول عرسال وما يستدعيه من حكومة جامعة توفر لها الغطاء فتسارعت الإتصالات لهذه الغاية ولما زرع لغم تسليم وزارة الداخلية للواء أشرف ريفي وبان أن ذلك سينسف الحكومة تسارعت الإتصالات وولدت حكومة كان ممكنا أن تولد منذ عشرة شهور .
الحكومة التي أمامنا هي حكومة الضرورة التي ستصرف الأعمال بعد خلو مركز رئاسة الجمهورية لما بعد تبلور مصير الإستحقاق الرئاسي في سوريا وهي حكومة لا ترضي جمهور الفريقين فجمهور الرابع عشر من آذار بعد تعبئة متواصلة لعشرة شهور ضد حكومة شراكة مع حزب الله يرى قادته بفعلوناها دون ان يرف لهم جفن ولذلك هو محبط ومصدر خيبة لهذا الجمهور بينما جمهور الثامن من آذار لا يقل خيبة وهو يرى ريفي وزيرا للعدل وبطرس حرب وزيرا للإتصالات .
حكومة لا ترضي جمهور الفريقين هي حكومة الضرورة .
2014-02-15 | عدد القراءات 3337