من أسقط الصواريخ ؟ - مقدمة نشرة اخبارتوب نيوز - 16-2-2014- ناصر قنديل

 

منذ بدء الأزمة السورية كان ملفتا التركيز المبكر على التطاول على حزب الله فمنذ أحداث درعا وحمص أحرقت اعلامه وقيل ان مقاتليه بالقمصان السود تدخلوا في تفريق متظاهرين بينما كانت قيادة حزب الله لا تزال تحاور قادة المعارضة بجناحيها المدني والأخواني قبل أن يبصر مجلس إسطمبول النور .

واصل حزب الله دعواته للحل السياسي والحوار لحل الأزمة في سوريا وواصل إتصالاته مع قيادة الأخوان المسلمين في مصر التي أيد وصولها للحكم وتفاءل به كمدخل لتصليب الموقف من جبهة مواجهة مع إسرائيل رهانا على إعتدال في موقف حماس نحو الحياد تجاه سوريا والتوجه نحو مصر لترجمة وصول الأخوان بموقف صلب في دعم المقاومة كخيار.

مع نهاية العام 2011 كان العنف يعم تقريبا كل مناطق سوريا وكان الأخوان يرفعون سقف الموقف من سوريا لتطال العلاقة بحزب الله وكان موقف حماس كذلك وبقي حزب الله وبقيت إيران يتبعان إستراتيجية الصمت والإحتواء .

مع نهاية العام 2012 كان القتال يقترب من الحدود اللبنانية في ريف حمص وخصوصا قرى و بلدات الإمتداد المتداخل مع حزب الله وكانت كل الوقائع تقول بأن ما يجري هو حرب في سوريا وحرب على سوريا وكان حزب الله يرفع سقف موقفه تدريجا تحت عنواني الوقوف مع الدولة السورية بوجه حرب خارجية تستهدف خيارها الإستقلالي والمقاوم وتجديد دعوته للحل السياسي المؤسس على الحوار الداخلي ويؤكد ثقته بجهوزية الرئيس بشار الأسد لكل حوار ولكل حل سياسي .

قرر حزب الله التدخل عسكريا وحسم خياره في منتصف العام 2013 وكانت حرب القصير الفاصلة بعدما كان الأميركي قد وصل للتلسيم بالحل السياسي في لقاء كيري لافروف والأميركي  ينتظر تبدلا في موازين القوى العسكرية لصالح المعارضة التي سلحها الغرب ومولها العرب رغم أن التفاهم الروسي الأميركي كان على العكس تماما فقلب تدخل حزب الله الرهانات والموازين وصار قبلة الغضب العربي والغربي وبدأت حرب العزل وفي قلبها ولد شعار لا حكومة مع حزب الله ولا حكومة لبنانية قبل إنسحاب حزب الله من القتال في سوريا بالتزاوج مع شعار لا حوار ولا تفاوض مع وحول سوريا إلا بتعديل التوازن العسكري يعني حكومة مع حزب الله تسمح بتعديل التوازن العسكري في سوريا وإلا الفيتو والعزل  وسار العزل لنهاياته أوروبيا وخليجيا وهو قديم  اميركيا .

ثبت حزب الله وتواصلت الإنتصارات المشتركة مع الجيش السوري في ريف دمشق والقلمون وجاء التهديد بالحرب الأميركية و حزب الله في قلب الإستعدادات لحرب شاملة سواء إستهدفت سوريا أو إيران وأسقط هو أي حزب الله من أسقط - ثلاثة خطوط تشديد هنا - صاروخي إختبار أرسلتهم إسرائيل بطلب أميركي قبالة السواحل السورية .

ولد من هذا التوازن الذي كان حزب الله شريكا رئيسيا فيه التفاهمان الكيميائي السوري والنووي الإيراني ومن كل مشهد  التوازنات ولد جنيف كمسار سياسي يرتضي فيه كل حلف الحرب على سوريا الجلوس إلى مائدة يجلس عليها ممثلو الرئيس بشار الأسد الذي قالوا لا حوار إلا بعد أن يتنحى وثم قالوا لا حوار إلا بعد تعديل التوازن وها هم  يحاورون و التوازن يزداد إختلالا لصالح الأسد وجيشه والأسد أبقى وأقوى مما كان .

راهنوا  على تعديل التوازن من لبنان وكانت الإمرة سعودية من إستجلاب  القاعدة إلى الدعوة لحكومة أمر واقع فقال السيد سنواجه ونقاتل وننتصر ولن ترهبونا وحكومتكم إنسوها ولا تلعبوا معنا فعادوا لحكومة مع حزب الله وهو بسلاحه ويقاتل في سوريا .

ولدت الحكومة رغم مناورة تهميش التيار الوطني الحر بهدف التحكم بالإستحقاق الرئاسي فقال السيد لا حكومة بلا رضا الجنرال فرضخوا و في لحظة ولادة الحكومة وضعوا أسماء صقورهم بداعي حق كل طرف بإختيار وزرائه فكان الفيتو على اشرف ريفي للداخلية فنقل للعدل .

حكومة يجلس فيها مع حزب الله الذين قالوا لن نجلس وليس مصفقي وموظفي الصف العاشر و حكومة تقر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة برموز التهديد والوعيد وحكومة يرحب بها كيري وآشتون وبان كي مون وهولاند وهم أصحاب نظرية العزل والعقاب على ا لمشاركة في سوريا هي حكومة لها معان كبيرة .

ربما  كان افضل لو زينتها بعض اسماء صقور في الثامن من آذار ترضي الجمهور و تمتص غضبه لكنها كما قال الإسرائيليون هي حكومة فيها منتصر وحيد هو السيد حسن نصرالله .

حكومة يتراجع بوجودها افحتقان الطائفي ويلاحق الإرهاب ويتفرغ حزب الله لحربه في سوريا وإستعداداته بوجه غسرائيل هي كذلك فعلا

 

 

2014-02-16 | عدد القراءات 6332