لم يكن قائد المقاومة السيد حسن نصرالله على موعد شبه حصري مع جمهوره بمثل ما كان في إطلالته الأخيرة فالكلام الذي كان ينتظره الجمهور جزئية من المشهد الكبير الذي أراد السيد الإضاءة عليه .
تناول السيد ما يجيش في خواطر جمهوره من اسئلة حول مبررات القبول بتوزير أسماء مستفزة من فريق المستقبل وخصوصا الذين تناولوا السيد شخصيا بتعابير غير لائقة اوالذين كانوا عناوين مرحلة الخصومة بأشكالها الأكثر قساوة ولم تكن أجويته بقوة ما عنده من معطيات فلم يفتح جردة حساب مع الخصوم حول من الذي تراجع ومن الذي ثبت على مواقفه ومن الذي باع حلفاءه ومن الذي تمسك بهم ؟
لائحة الخصوم هنا آخر تفاصيلها لبنانية لكنها تبدأ من واشنطن والإتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الذين رسموا معادلة لا حكومة مع حزب الله قبل خروجه من سوريا ولاحقوه بمعادلة الإرهاب وهم اليوم أول المباركين بحكومة مع حزب الله وهو يواصل خوض أشرس المعارك في سوريا ولم يتوسع السيد في مبررات تسلم حقائب الداخلية اوالدفاع والعدل والإتصلات من قبل فريق المستقبل إلا تلميحا بالقول عسى أن يترجم ذلك في مكافحة الإرهاب التي قال رئيس الحكومة انها مهمة اساسية تنتظر الحكومة الجديدة ولا ربط بوضوح بين الإستحقاق الرئاسي الذي بدا واثقا من حسن سيره وبين الحكومة الجديدة مكتفيا بالتلميح في سياق الشرح من باب أقرب للتوقعات .
كان واضحا حرص السيد على نجاح المهمة التي من أجلها تشكلت الحكومة وعلى معنويات شريكه فيها الآتي من هزيمة حلف دولي إقليمي كبير فلم يرد أن يترك أثرا سلبيا على إقلاع الحكومة ولا على ما سيلحقها من سلوك يتصل بمكافحة القاعدة وفك الإرتباط بينها وبين الطائفة التي شرع ابوابها تيار المستقبل امامها لتنجح القاعدة في اول مرة بتاريخها بتجنيد لبنانيين ليفجروا أنفسهم بلبنانيين آخرين وسط تصفيق وتبرير لبنانيين ثالثين كما حرض السيد على بقاء الإستحقاق الرئاسي بتقاصيله خارج التداول حرصا على الأسماء وما يمكن أن يكون قد تم من التفاهمات .
لكن الأهم في خطاب السيد هو المشهد الإجمالي الذي رسمه للمنطقة و رسم من خلاله مجموعة من الوقائع لا يجوز أن تضيع في زحمة التشكيل الحكومي اللبناني كتفصيل تنفيذي لتفاهمات أبعد مدى .
السيد يقول أن المقاومة قادرة على مواصلة حربها على الإرهاب في سوريا كحرب وقائية وفي الوقت ذاته فإن جهوزيتها لم تتأثر في ميزان المواجهة مع إسرائيل لا بل زادت كما ونوعا رجالا وسلاحا وإستعدادا وخطط بما يعني عجز إسرائيل عن التفكير بخوض حرب مستغلة هذا الإشنغال .
السيد يقول ان المقاومة تعرف كيف تغلق جبهة الإستنزاف السياسي الداخلية للتفرغ لهاتين الجبهتين ضد الإرهاب وضد إسرائيل بما يعني تحسينا إضافيا لظروف اي مواجهة مفترضة مع إسرائيل .
السيد يقول أن ثمة تغييرا يحدث في العالم والمنطقة لجهة قراءة خطر الإرهاب والتحسب لنتائج تجذره في سوريا وان تقاطعات تحت عنوان هذا التحسب ربما تشكل جزءا من المشهد المقبل الذي جاءت الحكومة اللبنانية تعبيرا عنه بما يعني كف يد إسرائيل عن إرباك المشهد بتدخلات ومشاغبات وحروب ولو مؤقتا .
السيد يقول ان النصر على الإرهاب آت حتما والمسألة مسألة وقت بما يعني بالتأكيد أن نصر سوريا آت والمسألة مسألة وقت بما يعني بالتالي أن ظروف التفكير الإسرائيلي بالحرب ستزداد تعقيدا والحرب ستصير أبعد .
السيد يقول أن طريق التسوية التي تصفي القضية الفلطسينية مغلق وان احدا لا يستطيع منحها صك التنازل عن الحقوق الذي تريده رغم كل قتامة المشهد العربي .
السيد يقول أن لا حروب إسرائيلية قادمة فالحرب اليوم مكلفة وكلما مر الزمن ستصير مكلفة أكثر ويقول ان هذه المقاومة منذورة لفلسطين والتسويات مغلقة فإما حرب قادمة تشن على إسرائيل أو حرب مقاومة تفتك بقدرة الكيان على الصمود
لا زال الوعد هو يا قدس قادمون وإسرائيل غدة سرطانية ستزول من الوجود .
2014-02-17 | عدد القراءات 3143