التفجير الذي قامت به المجموعة التابعة لتنظيم القاعدة والتي تحمل إسم كتائب عبدالله العزام تتعدى مجرد الإثبات بأنها لا تزال قادرة على تجنيد إنتحاريين وتنظيم تفجير سيارات مفخخة بمعنى الإنتظام اللوجستي رغم غياب الرأسين الأهم في تشيكلتها ماجد الماجد ونعيم عباس .
التفجير هو تعبير عن ترجمة لخيار إستراتيجي تعتزم تشكيلات القاعدة الموجودة في سوريا إختباره في وقت ليس لديها فيه متسع للترف ولا للرسائل الفارغة فالمناطق التي يحتشد فيها الآلاف من مقاتلي مختلف تشكيلات القاعدة محاصرون في أطراف ريف دمشق وغوطتيها والطريق الوحيد المتاح أمامهم هو الذهاب عن طريق ملتوية تتجمع عند بلدة سرغايا الحدودية مع لبنان والتسرب عبر طرق جبلية للداخل اللبناني والمحاصرون في ريف حمص ووعرها لديهم طرق ملتوية للوصول إلى الجوسية فعرسال وكذلك المنتشرون في جرود القاع ويبرود وفليطا وما تبقى من القلمون ليس لديهم إلآ الجبال الجرداء لتسرب متقطع نحو لبنان .
هل يشكل لبنان ملاذا آمنا للقاعدة ؟
هذا هو السؤال الذي أرادت القاعدة جوابا عليه من وراء التفجير وهو سؤال يجد جوابه في سؤال آخر :
هل لا زالت البيئة التي ترعرعت فيها بنى القاعدة خلال سنتين وجندت عبرها الإنتحاريين وشبكات الإيواء والدعم اللوجستي هي ذاتها جاهزة لإحتضان بنيتها ومقاتليها رغم إنخراط القيادة السياسية لهذه البيئة التي يمثلها تيار المستقبل في حكومة واحدة مع حزب الله ؟
الجواب هو بقياس خطاب رموز المستقبل تعليقا على التفجير فهل تبدل الخطاب ؟
وحده وزير الداخلية نهاد المشنوق قال كلاما مسؤولا حاصرا موقفه بالإرهاب ومكافحته متحدثا عن إغلاق بوابات الموت التي تعبر منها السيارات المفخخة إلى الداخل اللبناني وهي بوابات عرسال تحديدا التي يغطيها بعض الرموز المحسوبة على تيار المستقبل .
ما عدا المشنوق كانت كلمات قادة المستقبل وخصوصا مصطفى علوش وهادي حبيش كنموذجين يعبران عن المناخ العام للتيار كلها إستعادة لخطاب اللمستقبل ما قبل الحكومة والمضمون هو ما كانت القاعدة تريد سماعه بالتحديد وتطرب له وتثق أن شيئا لم ولن يتغير .
"حزب الله هو السبب وهو المسؤول ولولا قتاله في سوريا لما جاءت التفجيرات "
هذا هو نص بيان كتائب عبدالله عزام في تبني التفجير وهو ذات كلام رموز المستقبل و هذا هو الإمتحان الأول لتيار اللمستقبل وطنيا منذ تشكبل الحكومة والنتيجة أول دخولو شمعة عطولو وأول إختبار معاكس تجريه القاعدة للتيار بعد الحكومة والنتيجة بطاقة شرف لكل من مصطفى علوش وهادي حبيش .
2014-02-19 | عدد القراءات 4322