تفاهمات إيران وأوكرانيا - مقدمة نشرة أخبارتوب نيوز - 21-2-2014- ناصر قنديل

 

التسارع في تطورات الأحداث  على الساحة الدولية ليس إراديا ولا هو محكوم بدينامية ذاتية تفرض نفسها لهذه الأحداث بل هو وليد ضغط الإستحقاقات الداهمة التي سترسم حدودها وصيغ التعامل معها التوازنات الإجمالية التي يرسو عليها ميزان القوى بين معسكرين كبيرين يقود أحدهما الأميركي وتقف روسيا على رأس الثاني .

كل شيئ مرتبط بكل شيئ فالأزمة الأوكرانية عميقة الجذور الداخلية لكنها تخبو وتستفيق على إيقاع القدرة والرغبة الغربيتين على المساندة والتشجيع والتدخل فأوكرانيا لبنان المحيط الروسي بتركيبتها المتعددة الجذور والتشعبات وسهولة إنفكاك نسيجها الداخلي  على خيارات الهوية المتطلعة نحو أوروبا أو روسيا والممزقة بينهما .

التفاوض والتجاذب مع إيران حول الملف النووي يختزن ضمنا مستقبل الرؤية الغربية والأميركية خصوصا لتوازنات الخليج المقبلة وفي قلبها مستقبل السعودية وعبرها صيغ اليمن والبحرين المستقبلية ولايمكن فصلها عن التفاوض الجاري بقوة وقساوة وبلغة مرتفعة وساخنة حول سوريا خصوصا بين روسيا واميركا.

الإستحقاقات السريعة لا تمنح وقتا للذهاب بالإختبارات المختبرة لموازين القوة فلا الحرب واردة ولا الخيارات العسكرية الكبرى ولا يعدو الحديث عنها كونه جزءا من الحرب النفسية وجزءا من الترضية للحلفاء الحانقين .

أهم الإستحقاقات غير القابلة للتأجيل دون توافقات كبرى الإستحقاق الرئاسي في سوريا الذي يحل بعد أربعة شهور ونيف وسيتحول حكما لحدث مفصلي في صناعة التوتر والتصعيد ما لم يكن جزءا من مضمون التسوية بجعله مناسبة إنتخابية تنافسية تحدد إطار التعامل الدولي مع شرعية الرئيس بشار الأسد المؤكد فوزه وفقا لكل التقديرات والمفترض إنجاز التفاهم معه قبل حلول موعد الإستحقاق الأقرب وهو فتح باب الترشيح رسميا للإنتخابات الرئاسية بعد شهرين على الأكثر .

إذا ترك الإستحقاق الرئاسي السوري دون تفاهم وبالتالي تباطأت خطوات التسوية السورية فكل شيئ سيتاثر سواء بين روسيا واميركا أو بين إيران واميركا وسينتخب الرئيس الأسد دون إعتراف غربي وعربي وستكون مواجهة صعبة النهاية .

الأميركي إستعرض قوته في اوكرانيا ورفع التصعيد بوجه إيران لمدة لا تتعدى الأسبوعين وجاء لتسوية مضمونها حكومة إئتلافية في اوكرانيا وإنتخابات مبكرة عبر موفد روسي خاص ووفد اوروبي لإدارة التفاوض وفورا إتفاق مع إيران يستبق المواعيد والمسمى إتفاق إطار لجدول زمني لمجموعة مفاتيح بات متفق على صيغ الحلول فيها ومنحت سنة للتنفيذ وتبع الإتفاقين المبدئيين تهاتف روسي اميركي حول سوريا وخطوة سعودية لافتة بتنحية أمير الحرب والإرهاب بندر بن سلطان إستباقا لزيارة باراك اوباما للسعودية .

جنيف 3 وراء الباب رغم الحشود على الحدود الأردينة السورية .

2014-02-21 | عدد القراءات 4871