عندما زار بندر بن سلطان موسكو قبل ثلاثة شهور / نقلت صحف عربية وأجنبية ما وصفته بتحذيرات بندر لروسيا / من أن موقفها في سوريا سيؤدي إلى غضب مجموعات إسلامية متشددة / قد تقوم بإستهداف الألعاب الرياضية الأولمبية التي تقام في سوتشي على البحر الأسود في شهر شباط .
أمس إنتهت الألعاب دون أي إختراق او إهتزاز في الأمن / رغم كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مخاطر شديدة تواجه روسيا مع تنظيم اللعاب الأولمبية في سوتشي .
رحل بندر عشية إنتهاء الألعاب في سوتشي / بعدما كان تعهد ه بأن موسكو ستمارس ضغوطا شديدة على الدولة السورية تؤدي لتنازلات في مؤتمر جنيف / كما تقول الأندبندنت البريطانية في تقرير لها اليوم عن رحيل بندر / وتضيف أن واشنطن إتهمت موسكو علنا بالنسؤولية عن فشل جنيف لكن الذي تحمله واشنطن المسؤولية ودفع ثمن ذلك هو بندر .
في تقرير الأندبندنت أيضا أن إقصاء بندر تم في الإجتماع المشترك للمخابرات السعودية والأميركية / الذي تم مؤخرا تحضيرا لزيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للسعودية / وهو الإجتماع الذي كانت قناة سما قد تحدثت عنه في يوم رحيل بندر / وكشفت أن نائبة مدير وكالة المخابرات الأميركية فاريل هانسن هي من ترأسه.
ومن أهم ما توقفت أمامه الأندبندنت والتايمز معا / هو أن موسكو التي دافعت بصلابة عن سوريا قبل الأزمة الأوكرانية ستزداد تصلبا بعدها / فإن بقي الوضع على حاله سترى موسكو أنها مستهدفه وعليها المزيد من التصلب / وإن خسرت في اوكرانيا ستصبح سوريا بوابتها الوحيدة للحضور كقوة عظمى لا تفقد مهابتها / وإن ربحت فما الذي سيدفعها لقبول تقديم التنازلات ؟
وعن الأفق المستقبلي للسياسة السعودية ترى الصحيفتان / أن محمد بن نايف الذي يتولى إدارة المفات الإستخبارية السعودية كرجل لأميركا وعدو للقاعدة / سيقوم برعاية المجموعات المسلحة لتقاتل الدولة والقاعدة معا / وهي قد فشلت في القتال معهما منفردين .
القضية ليست قضية موسكو ولا قضية بندر بل هي قضية سوريا / ففي سوريا دولة وجيش وقائد يتقنون صناعة السيف الدمشقي / الذي يمتاز بنصله عن كل سيوف العالم /التي تتمايز عن بعضها بمقابضها او طولها او زخارفها او ووزنها او تسنين راسها .
كل السيوف تختبر جودتها بأن تجرد على شعرة من عنق فرس فتقطعها وهي تصفر في الهواء / إلا السيف الدمشقي فيختبر بان يوقف على حد نصله الخلفي وتلقى عليه شعرة الفرس فتقطع / لتحكي معنى الوقوع على سوريا ومصيره لمن يعتبر من حرفة الحرب وصناعتها كتاريخ لسوريا والسوريين .
2014-02-25 | عدد القراءات 2439