إعلان حزب الله عن الغارات الإسرائيلية على مواقع عائدة له في البقاع يحسم من غير الحاجة لدليل إضافي مصداقية الحزب مع نفسه وجمهوره والرأي العالم وحرصه على المهابة التي صنعها لصورته بوجه أعدائه وفي قلوبهم فيؤكد هذه المهابة و يرسخها .
لو لم يعلن حزب الله لخسر الكثير من صورته على الأقل أمام كل الذين يعرفون أن الغارة وقعت وإستهدفت مقرا لحزب الله بدءا من سكان المنطقة وجوراها مرورا بالأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية والسورية التي تحتفظ بهالة خاصة للحزب وجديته ومصداقيته وصولا لأعدائه من المجموعات التابعة للقاعدة المتمركزة في مناطق قريبة من مكان الإستهداف و من ستبلغها هذه المجموعات بالواقعة وصولا إلى العدو الأساس إسرائيل جيشها ومخابراتها الذين يعرفون جيدا ان الغارة وقعت وأنها إستهدفت مقرا تابعا لحزب الله .
لم يكن ممكنا لحزب الله ان لا يعلن ببلاغ رسمي عن حدوث الغارة وإستهدافهالمقر تابع للحزب وان بتمم التفاصيل التي نتجت عن الغارة حيث لا إصابات بشرية ولا مدفعية ولا صواريخ ولا أضرار تتعدى الماديات .
الأهم والأخطر في البيان هو الإعلان عن النية بالرد وربطه بمكان وزمان يختارهما ويحددهما هو فهناك من سيقرأ البيان على طريقة البيانات العربية السابقة بمكان وزمان الرد وبداية تحول حزب الله إلى قوة تقليدية عربية وهناك من إعتبر كل البيان لتذييله بعبارة الرد لأن حزب الله تكتم ليومين حتى قرر طبيعة التصرف ولو كان خياره عدم الرد لواصل التجاهل ولما حسم الرد أعلن عن الغارة وذيلها بهذه العبارة .
من يعرف حزب الله جيدا يعرف أنه يعني ما يقول وأنه تأخر بالإعلان حتى قرر إيراد هذه العبارة وكلف غرف عملياته دراسة الردود وترشيحها للقيادة للبت بها والرد مقرر لكن الزمان والمكان سيتقرران بإعتبارينواحد سياسي يتصل بإستكشاف النوايا الإسرائيلية ومدى وجود رغبة إستفزازيةلإستدراج الرد ضمن حساب معين و إعتبارثان لوجستي ميداني يتصل بطبيعة الرد وشوروطه وربما أو الأرجح ىان حزب الله سيكتشف ردا موجعا لإسرائيل ينطبق عليه شرط تفادي الإستدراج إذا كان هو هدف الغارة .
2014-02-26 | عدد القراءات 3911