مع ابراهيم الأمين – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 4-3-2014- ناصر قنديل

المقالة التي كتبها الزميل إبراهيم الأمين ردا على كلام رئيس الجمهورية عن المقاومة دفعت بوزير العدل أشرف ريفي لإحالته أمام النيابة العامة لمقاضاته بتهمة النيل من مقام رئيس الجمهورية .

الحدث يجري مع رئيس يدرك أن الزمن اللازم لتحرك الدعوى وبلوغها نهاياتها المرجوة أطول بكثير من الزمن المتبقي له في قصر بعبدا والرئيس لو أراد لطلب علنا من وزير العدل الكف عن الملاحقة .

القضية ليست فيما قاله إبراهيم الأمين وهو كتب بالأسلوب الذي يكتب  فيه دائما ولكن ليقول كلاما ومواقف هي ذات الذي قاله أغلب رموز وأحزاب الثامن من آذار .

السؤال   يطرح بثلاثة ابعاد :

  • البعد الأول  هو لماذا ضمن كل محطة سياسية تستخدم فيها آلة الدولة في تصفية الحسابات تتحول الصحافة ويتحول الصحافيون إلى مكسر عصا وفشة خلق و يجري تفادي التصادم مع الأجسام والشخصيات السياسية الواقفين على أرضية ذات الموقف وكأنما ثمة توطؤ ضمني بين أهل السياسة ألا يطال بعضهم بعضا وأن يسترخص دم الصحافة والصحافيين وكراماتهم ويجرجرون للنيل من كراماتهم ويهدر وقتهم في أروقة المراجعات والإستماع المعلومة .
  • البعد الثاني لماذا يحتفظ لبنان الذي أخذ دستوره عن الدستور الفرنسي وتيباهى بالمعايير الديمقراطية بالنصوص البالية التي  تجعل من مقام الرئاسة مقاما له  قدسية ترفعه فوق المواطنين الذين يفترض أن يتساوى معهم أمام القانون و يصبح وهو المتفرغ للعمل السياسي صاحب ذات تشبه الذات الإلهية المقدسة ويصبح في دستورنا  حصانة إسمها عدم النيل من الذات المقدسة بينما ثمة نصوص قانونية تسمح للمتضرر من اي مادة منشورة في المطبوعات الإدعاء بصفته مواطنا كامل الحقوق ولو كان برتبة رئيس جمهورية عندما يعتقد انه تعرض للتجريح والقدح والذم
  • البعد الثالث يتصل بالبلادة التي بدا أن الإعلام اللبناني يعيشها فردة الفعل الباهتة التي  حملها الجسم الإعلامي تشير إلى أن الإعلاميين الواقفين على ضفتي الإنقسام اللبناني صارت ولاءاتهم السياسية أكبر من مسؤولياتهم وحساسيتهم تجاه المهنة التي ينتسبون غليها وينسبون لها صفة الرسالة ينما  هم في الواقع يتقبلون معاملتها كأدنى مرتبة في سلم المواقع التي يتشكل منها كل فريق سياسي .

اليوم إبراهيم الأمين وغدا يعلم الله في أي عهد جديد أي صحافي من فريق  غير الفريق الذي ينتمي إليه إبراهيم الأمين وقد سبق ان عاش الإعلام  محنا مشابهة أظهر خلالها غيرية أعلى بكثير من اليوم ولا زلنا نذكر محنة  الأم تي في وكيف تحولت لأيقونة للحريات اللبنانية وقبلها النيو تي في وبعدها تكرارا .

حري بدماء الإعلاميين أن تفور وأن يهبوا بوجه اللعبة السياسية بصرخة رجل واحد ارفعوا سيوفكم المسلطة عن رقاب الإعلام والإعلاميين وليتقاضى المواطنون أمام القضاء بإتخاذ صفة الإدعاء من كل متضرر بعيدا عن الإستعمال السياسي للنيابات العامة كيف وان وزير العدل الذي يترأسها تشوب علاقته بالقانون ألف شائبة وشائبة .

2014-03-04 | عدد القراءات 6934