من يسمع البيانات السعودية بحضور الملك عبدالله تجاه الإنذارات الموجهة للمسلحين الذين يقاتلون في سوريا و من ورائها تصنيف الأخوان المسلمين وجبهة النصرة وداعش على لوائح الإرهاب يدرك أن شيئا كبيرا يحدث او هو قيد الحدوث .
من يتابع مجرى التطورات العسكرية التي تشهدها سوريا خلال الأسبوعين الماضيين خصوصا بعد أحداث حلب مدينة وريفا والتقدم المتتابع للجيش السوري و من بعدها ما تشهده جبهة يبرود منذ أيام متلاحقة و بعدها ما جرى اليوم في زارة يدرك أن شيئا كبيرا يحدث أو قيد الحدوث .
لكن من يربط المتابعتين ببعضهما و يتوقف أمام معنى حدوثهما بالتزامن يستطيع أن يتبين ملامح هذا الشيئ الكبير الذي حدث أو القيد الحدوث و يتأكد من وجوده .
الرابط بين الحدثين هو سوريا و الدور السعودي الذي يقود الحرب فيها وعليها و السؤال الذي يطرح نفسه هو هل بدأت نهاية اللعبة الدولية الإقليمية حول سوريا ؟
الجواب هو بالتأكيد نعم .
لقد إستهلكت كل الهوامش والفرضيات التي يمكن أن تحقق شعار جون كيري الشهير بإعادة التوازن العسكري قبل إستئناف اي بحث بالعملية السياسية ولم يتبق الكثير من الوقت ولا الكثير من الجغرافيا العسكرية التي يمكن الإستناد إليها كقواعد إرتكاز لتحقيق تحول نوعي في مسار المواجهات .
لا إعادة هيكلة الجيش الحر وتغيير قيادته حققت تغييرا بل أعادت الأمور إل الوراء فلم تفلح محاولات تعيين بدائل للمستقيلين ولا تمكن الجمع بين المعنيين من التفاهم على البدائل ولا نجحت محاولات إقامة هدنة أو تهدئة بين الفصائل المتناحرة و بالمقابل توريد السلاح الجديد تحول إلى فرقعة إعلامية بكل ما تضمنته اللائحة من أسلحة وذخائر كان منتظرا منها إحداث التغيير المنتظر و بقي الرهان على جبهة الأردن رهانا سياسيا غير قابل للصرف في الموازين العسكرية بعدما تلقى الأردن إنذارا عسكريا واضحا من قيادة القوات المسلحة السورية بإعتبار أي خرق جدي عبر الحدود إعلان حرب بين الدولتين السورية والأردنية بكل ما تحمل كلمة حرب من معنى ، ومن الجبهة التركية تحول إقفال الحدود إلى إجراء لحماية الأمن التركي بعد تهديدات القاعدة بالضرب داخل تركيا وظهور مؤشرات لجدية هذه التهديدات و الجبهة العراقية جبهة قتال و الجبهة اللبنانية فقدت آخر شرايين الإمداد التي يمكن الرهان عليها بقطع كل الطراق الواصلة بين يبرود وعرسال .
سقطت كل المحاولات لتعديل التوازن وساعة الحقيقة تقترب و الطريق سالك أمام الجيش السوري لبسط سيطرته على ما تبقى من مناطق يحتجزها المسلحون .
الإستعداد لمرحلة ما بعد إسترداد سوريا لسيادتها و مناعتها بدأ واللعبة إنتهت أو هي قيد الإنتهاء .
2014-03-08 | عدد القراءات 4222